الوحدة 25-4-2022
عن الهيئة العامة السورية للكتاب، مديرية منشورات الطفل التابعة لوزارة الثقافة، وضمن سلسلة أطفالنا – علوم، صدرت للكاتبة ثراء الرومي قصة بعنوان : ” برعوم يكتشف عالمه ” وهي مزينة برسوم الفنانة التشكيلية عدوية ديوب . تضمنت القصة معلومات مفيدة عن الزهور ومدى فائدتها للطبيعة، وكذلك أهمية وجودها لتكتمل دورة الحياة من خلال تكامل الأدوار بين مكونات الطبيعة جميعها . والقصة عبارة عن حوار شيق وممتع بين” برعوم بأسئلته الفضولية عن مغزى وجوده و المتأفف من تطفل النحلات والفراشات عليه” وبين ” أمه زهورة ، خزان المعلومات ومصدر الحكمة والتفكير السليم .
. فقد اعتمدت الكاتبة أسلوب تضمين المعلومة بحوار جذاب مع الابتعاد عن لغة التلقين والحشو الزائد، فقدمت المعلومات بطريقة مبسطة وسهلة ودمجتها مع مجموعة من القيم والمثل الاجتماعية كفكرة التعاون مع الآخرين وأهمية تكامل الأدوار فيما بينهم لتقديم المنفعة للمجتمع ولتعم الفائدة على الجميع. منذ القدم .. شكلت القصص عالماً خاصاً بحد ذاتها، نستخلص منها الدروس والعبر، فالقصة بالنسبة للطفل كأدوات التسلية والترفيه تقدم له السرور والمتعة، و تُساعده على تمثل التجربة، والاهتداء إلى حلٍ لمشاكله اليومية، كما أنها تجعله يشارك – ولو على مستوى بسيط – في التجارب الإنسانية بأشكالها المختلفة. فبالصورة واللون يتم تقديم المعلومة، وبالمتعة يتم بناء قاموس من المفردات والمهارات اللغوية والقيم التربوية ، وهذا ما قدمته الكاتبة ثراء الرومي في قصتها، فانطلقت من مقولة أن القصة تعد دعامة أساسية في استيعاب المعارف العلمية و اكتسابها، مع المحافظة على قيمتها التربوية و قدرتها على إكساب القيم والسلوك الجيد، حيث جعلت الكاتبة من موضوع يخص مادة العلوم حواراً لقصتها عن طريق أسئلة مبسطة وأجوبة علمية سلسة في الصياغة والمحتوى، وبذلك تمكنت من تقديم الفائدة العلمية والغاية التربوية المرجوة من القصة. وباختصار القصة جميلة وموفقة في طرحها ومضمونها ، فالطفل أثناء قراءة حوارها لايعتمد على تركيز حواسه ليفهمه ويستوعبه ، بقدر ما يشعر بأن هذا الحوار ينقله في نزهة جميلة إلى أحضان الطبيعة ليرى جماليات مكوناتها من زهور وفراشات ونحلات.. ويتمثل فيما بعد – من خلال ما يراه من تصرفات وأعمال وسلوكيات الشخصيات – القيم التربوية والاجتماعية بشكلها الصحيح والسليم. بقي للقول أن القصص التي تركز على موضوعات الطبيعة والبيئة وتفسير الظواهر العلمية .. قابلة لأن توظف كأداة فعالة للمساهمة في بناء ثقافة بيئية و معرفية وعلمية أو في تربية السلوكيات الصحيحة عند أطفالنا، فالدراسات التربوية تؤكد بأنه يمكن للمربين من خلال القصة تعزيز القيم في سلوك الطفل لما لها من أثر إيجابي في حياته، فهي عالمه الذي يسافر فيه بخياله ويصوغ من خلاله مفرداته، ويرسم أحلامه ويبني مستقبله. ويبقى الأمل في الاستفادة من هذا النوع من القصص الممتعة وإدخالها كرديف فاعل وفعال إن لم يكن في المنهاج المدرسي ، فعلى الأقل في النشاطات اللاصفية والموازية للمناهج في مدارسنا. الجدير بالذكر أن الأديبة ثراء الرومي تشغل حالياً منصب رئيسة المركز الثقافي في ضاحية الأسد. وهي حائزة على شهادة ماجستير في الأدب الانكليزي- ولها عدة مؤلفات وقد صدر لها العديد من الدواوين الشعرية، وهي مترجمة، حيث قامت بترجمة مجموعة قصائد من أدب أمريكا اللاتينية، وتكتب أدب الأطفال وتحرص من خلاله على تقديم أعمال أدبية متكاملة في الشكل والصياغة واللغة والفكرة .
فدوى مقوص