المقبرة الجديدة عبارة عن مستنقع.. ومقبرة الروضة ضاعت معالمها

الوحدة 25-4-2022

حالهم كحالنا لم يعد المكان كما كان، وإنما حل الزحام والفوضى والتعديات في المقبرة، نعم الأموات طال مكانهم التعدي والفوضى، ولم يعد هناك أي ممر لقدمي الزائرين، ناهيك عن أكوام الحجارة والتراب والردميات هنا وهناك ،نتحدث هنا عن مقبرة الروضة تحديداً والتي كانت روضة حقاً وكان لها من اسمها نصيب، و لكن الإهمال والتقصير واختلاف الجهات المعنية أدى إلى التأخير بالحصول على مقبرة جديدة بعد أن امتلأت مقبرة الروضة بالكامل، وقبلها مقبرة المغربي والشيخضاهر، وكان الحديث منذ سنوات أن يتم تخصيص العقارين 2215 ,2217 ليصار إلى تحويلهما إلى مقبرة جديدة وهي ليست ببعيدة عن مقبرة الروضة بالقرب من سوق الجمعة والمسلخ، وكذلك الأمر بالنسبة للعقار رقم 999 وبعد أن تم فتح عدد من القبور ودفن الأموات فيها، تم وقف العمل وأحيلت إلى القضاء والسبب أن ملكية العقارين ليست لمجلس مدينة اللاذقية وإنما للطرق والجسور وشركة قاسيون التي باعت حصتها للخطوط الحديدية ولاتزال القضية قيد التداول. أمام هذا الوضع والحاجة الماسة إلى مقبرة جديدة تم افتتاح مقبرة الإحسان بالقرب من سوق الهال بتاريخ 20/8/2020 ، ومنذ ذلك التاريخ لم يفتح في مقبرة الإحسان سوى 715 قبراً ليس من قلة الوفيات وإنما من سوء أرض وطرقات المقبرة، يذكر أن عدد الوفيات حسب رئيس جمعية دفن الموتى الإسلامية بالحد الأدنى ست وفيات وتصل شتاء إلى ما بين 10-12 حالة وفاة يومياً. من سوء الحظ أن أرض المقبرة منخفضة وهي بجوار نهر الكبير الشمالي و ما إن حل الشتاء حتى تحولت أرض المقبرة إلى مستنقع يصعب التحرك فيه، والأهم أن جثث الأموات بدأت تطفو على سطح المياه خصوصاً القبور الحديثة الأمر الذي أدى إلى نفور الأهالي منها أولاً ورفضهم دفن أمواتهم في هذه المقبرة وبدأوا بالتوجه ثانية إلى المقابر القديمة وفتح قبور أقاربهم ودفن الأخ فوق أخيه أو الابن فوق أبيه، شريطة مرور خمس سنوات على الدفن. وهذا الحل ليس متاحاً أمام الذين ليس لديهم قبور سابقة فقد لجأوا إلى التوسط لدى الجمعية لحفر قبر جديد وكما ذكرنا لا متسع لذلك، وهكذا بدأ قضم الطرقات والفراغات بين القبور ولم يبق مكان لقدم واحدة وضاعت معالم المقبرة، ورأى رئيس جمعية دفن الموتى الإسلامية أن إزالة المقاعد الموضوعة أمام القبور قد تفسح مجالاً أمام المارة وطالب مجلس مدينة اللاذقية بالعمل على إزالة هذه المقاعد الاسمنتية علها تحل جزءاً يسيراً من المشكلة ولكن المطلب الأهم لأهالي اللاذقية ضرورة البحث عن مقبرة جديدة تليق بوقار الموت ولا تطفو الجثث على سطحها شتاء.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار