الوحدة : 24-4-2022
تناولت شبكات التواصل الاجتماعي وتحديداً الفيسبوك (محلياً) عدة نقاط هامة، بعضها يعبّر عن وجع عام يصبّ في تفاصيل حياة المواطنين على السواء، وبعضها الآخر عبارة عن مهاترات تتعلّق بعروض برامج رمضان الكريم والتسالي التي تُعرض على مُجمل القنوات لهذا العام، ففي الشأن المحلي كان موضوع حركة وتنقلات المواطنين ريفاً ومدينة هو المسيطر وبالتحديد فيما يتعلّق بالسرافيس العاملة على الخطوط الخارجية التي تخدّم تجمّعات ريفية كثيرة، وهروب بعضها، وقضايا فقدان المازوت وانتظار رسائل البنزين التي هي الأخرى كانت محطّ اهتمام أغلب الشرائح، فكانت الصفحات الشخصية وصفحات أخرى متنفّسهم وشكواهم، حيث تتناغم التعليقات (الحادة أحياناً) على صفحات تستجدي المتاجرة في اقتناص التفاعلات من أصحاب حقّ بالحصول على مخصّصاتهم، حيث تبيّن أن هناك خللاً في منظومة تلقّي الرسائل وعدم انتظام هذه الخدمة لأسباب غير معروفة، هذه الأمور قد تتلاشى مفاعيلها شيئاً فشيئاً كما تلاشى موضوع الهجوم العنيف على مادة الخبز منذ أشهر واتجه نحو الاستقرار والاقتناع العام بجدوى عملية توطين المادة وأحقية المواطن باستلام مخصّصاته اليومية، وبالتالي انعدمت التجمّعات وافتعال الازدحام أمام الأفران وأماكن توزيع الخبز. من جانب آخر احتل مسلسل (كسر عظم) جزءاً من هذه المهاترات، حيث أخذت بعض الجهات (تهدّد) بإقامة دعاوى قضائية مسّها جزء من أحداثه وتبادل التّهم حول سرقة أو اقتباس نصوصه الدرامية، إضافة إلى تفاعل وتعاطف الجمهور مع شُخوص المسلسل الذين برعوا بتقديم أدوارهم بحرفية عالية .. لنصل إلى الوضع الأهم، فهذه الأحداث (المحلية) أدّت إلى التخفيف من التداعيات الإعلامية للحرب المشتعلة في تخوم أوروبا العجوز والتي لامست مفاعيلها اقتصاديات العالم بأسره فأنهكت بعض أقطابه الرافضين للحلول وأصبحت أوضاعها تشبه أوضاع بلدنا المحاصر لسنوات عشر فسخرية القدر في ذروتها لدول تتغنّى بالحضارة والتقدّم، حيث أصبحت تتذوّق مرارة الحرمان والتقشّف الذي قدّموه لنا لوجبات وسنين طويلة، فاختبأت هذه المجتمعات خلف التقنين العام، ووضعت مؤسساتها ودوائرها في استراحات منزلية للتخفيف من الهدر بالموارد والمشتقات بأنواعها .. وعلى الباغي تدور الدوائر.
سليمان حسين