الوحدة : 20-4-2022
من سماء المدن الرمادية … وحين يتصالح الأبيض والأسود ويتفقان على لغة واحدة في عيون المارة .. تغيب إشارات المرور تتشابه الفراشات .. والأقحوان .. والشبابيك الحائرة !! يمرر الحزن موسه صباحاً فوق النابت من ذقن الحقيقة ..يرش العطر على ثيابه ..ويهبط درج القلب ..باحثاً عن بقايا وجه صديق .. أو صدفة عابرة .. من سماء المدن الرمادية .. ترسم خطوط فناجين القهوة أغرب الحكايات ..وتصير النسوة حريراً مسكيناً بلون الأمنيات .. وحده حبل الغسيل المعلق في جدران القلب .. يهتف لنا .. هنا شرفات الأحبة .. الذين كانوا قبلة للشمس !! من سماء المدن الرمادية الملبدة بالهموم والغيوم العابرة .. تكتب رثاء للقبرات ..والمطر ..وعشب الرصيف الناعم ..وتذاكر الحنين المسافرة الى غير رجعة .. تتفقد الأسماء .. والوجوه الأثيرة .. وبحرص البخيل تحاول ألا تحصي مابقي منها .. حتى لاتقتلك الخيبة .. يا أنت .. ياأيها الموجوع كقصب ناي قديم لم ينكسر .. ياأنت .. ياكل الحكاية التي انفرطت رويداً ..رويداً ..كعنقود عنب خريفي .. ياأنت .. ياكل القصائد التي تساقطت كرزاً شهياً بين أصابع الورق .. من تعب تبدأ الكتابة !!!
منى كامل الأطرش