الوحدة : 17-4-2022
يحتفل شعبنا في سورية وخارج الحدود بذكرى عيد الجلاء، هذه المناسبة الغالية على قلوب جميع أبناء الوطن الشرفاء، والذين يدركون ما معنى أن يكون الوطن سيداً مستقلاً. ويتذكر السوريون في هذه المناسبات تضحيات الآباء والأجداد، والذين هبّوا دفاعاً عن كرامة بلدهم، غير آبهين بفارق القوة العسكرية التي كانت موجودة، لكن إيمانهم بأن الحق لا بد أن ينتصر هو الذي قاد انتفاضتهم بوجه المحتل الفرنسي في كلّ شبر من الأرض السورية التي باركها الله،وطهّرتها دماء الشهداء. كان قدر سورية على مرّ التاريخ أن تدفع ضريبة موقعها المهم،وفاتورة تمسّك أبنائها بحقوقهم وبسيادتهم، ومازالت حتى الآن تتعرّض لأبشع أنواع الحروب والضغوط لثنيها عن مواقفها ومبادئها، لكن أبناءها يصرّون على صونها بالدم وبكل ما هو غالٍ ونفيس. لقد حاول الإرهاب العالمي أن يفرض إرادته على الشعب السوري، لكن هذا الشعب هبّ في وجهه مدنيين وعسكريين، وقدّم التضحيات وقوافل الشهداء، وجابه أكثر من 160 دولة اشتركت في الحرب على سورية، ومازال يدفع ثمن صموده من خلال العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على الشعب السوري. لقد التقى السوريون في محراب حبّهم للوطن، إلا قلة قليلة باعت أنفسها للأجنبي، ورضت أن تكون أداة قذرة في يده، وقد كشفهم الشعب السوري ونبذهم. إننا نهنّئ وطننا وبلدنا وشعبنا بذكرى الجلاء العظيم، ونعاهد الله والوطن أن نبقى الجند الأوفياء مهما زادت التحديات.
غياث سامي طراف