الوحدة 16-4-2022
إذا كان الجوع – وحده – متكفِّلاً بمنح جميع أنواع الطعام شهادة: لذيذ وطيِّب، فلماذا كلُّ هذه (الوفرة) ببرامج الطبخ التلفزيونية؟ ولماذا (ينسكبُ) الاهتمام على هذا (الفن)؟ لا نقاش إزاء ضرورة الوفرة في متطلبات العيش، وليس لأحد أن ينصرف عن الانشغال بالهابط إلى المعدة، فهي (برلمان العالم).
لكنَّ المبالغة تجاه فنِّ الطبخ تذيق الناس طعم المرارة، ولاسيّما في هذه الظروف. التوقيت غير مناسب، ولئن كان لا بدَّ من الاهتمام بالفن، فهناك فنُّ العمارة،وثمة إمكانية لبناء عشوائيات جديدة. الرقصُ يليقُ بكثيرين..ارقصوا ونطّوا مثل محمد رمضان ..أو اذهبوا إلى فن الباليه فهو ملائمٌ تعبيراً وتوقيتاً.
ولماذا تستبعدون المسرح فهو الفنُّ الأشمل والأكثر تقبّلاً للأقنعة حتى ليكاد يختصر حياتنا أو ينوب عنها. وإذ لا مكان للفن السابع بعدما بيعت دورُه، ما الذي يمنع من النحت، تيمّناً بالمعيل الذي ينحت الصخر ليؤمّن طعام أبنائه بعيداً عن انتصارات فن الطبخ. ولا تنسوا الرسم..تأمّلوا الجوكندا ! الموسيقا ممّ تشكو؟ استمعوا إلى أم كلثوم أو (روحوا لعندا).
لؤي درويش