العربية للأخشاب موت بالتقادم

الوحدة:12-4-2022

ثلاثة عشر عاماً ومنشأة متهالكة كل ما تبقى من الشركة العربية للأخشاب إن كان ما زال يصح تسميتها (شركة). الجدل الدائر حول (العربية للأخشاب) أنهي باستمراريته لم يكن أحد يملك جرأة القرار لإغلاقها، لذلك تركت تواجه مصيرها وحيدة إلى أن لاقت حتفها (بالتقادم). موت بطيء لن تعلق نعوته حتى إحالة آخر وأصغر عامل فيها إلى التقاعد، عندئذ لن يستطيع أحد الإقرار بوجودها إلا إذا زاود على وجود مبنى من دون عمّال وليذهبن بالخيال بعيداً أن الشركة قد تكون مؤتمتة الخطوط، دعونا من هذا الهرج فالشركة صارت من الماضي البعيد يذكرنا وضعها الحالي بإسمنت برج إسلام، الحالة عينها والمصير نفسه فصار طي النسيان، أولى مقالاتي الصحفية منذ ثلاثة عقود وكانت عن هذه الشركة أذكر كم كانت حادّة ردة فعل مدير الإنتاج وقتها على مقولة تداولها الشارع أن الشركة لم تعد تفلح إلا بصناعة الصناديق الخشبية (السحاحير) كانت تلك العبارة أول إسفين يضرب في نعشها وأول، صدمة لم يستوعبها ربما حتى الآن كل من كان عاملاً بها بين مصدق ومكذب كانت كل الترجمات على أرض الواقع تقول إنها إلى زوال، وتم الأمر ليس بقرار مباشر بل بالاتفاق عليه وعلى مطالب الشركة ومحاصرتها في السوق من قبل القطاع الخاص.

عيبنا في القطاع العام أن شركاتنا كانت الابن المدلل للحكومة عندما رفعت الوصاية عن تلك الشركات غرقت في بحر من التناقضات، التسويق بعقلية القطاع العام ومبدأ الحماية لتصريف المنتج إلزاماً ولا أتحدث هنا عن الجودة أو الحداثة فهما عقلتا إصبع أيضاً في مواجهة سوق مفتوحة في ظل قوانين وروتين ومركزية شديدة أدخلت الموضوع برمته في دهاليز نالت من صمود القطاع العام أمام التحرر الاقتصادي فالانفتاح سبق بخطوات إعادة تأهيل وهيكلة شركات القطاع العام حتى تستطيع التأقلم من تلك المتغيرات المحورية، ولا يعني استمرار عمل بعض شركاتنا حتى اليوم أنها تجاوزت الكثير أو حتى القليل من هذه العقبات لكن على ما يبدو ما زالت تقارع! الديباجة عينها مشاكل في التسويق والمخازين وتضخم في العمالة ومطالب لا تنتهي وصفر استجابات وهكذا دواليك نسأل على من الدور القادم من شركاتنا؟

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار