الوحدة 11-4-2022
حين يعانق الحرف ضوء الروح وتمتزج بحور الشعر في عالم الجمال والحبّ حينها يغرقنا الشاعر بقصائدة المتنوعة المواضيع . إنه الشاعر سليمان غانم من قرية اسمها (الكرامة) بمدينة صافيتا. وقد صدر للشاعر عن اتحاد الكتاب العرب مجموعتان شعريتان بعنوان : ” وشوشات الغروب” والثانية بعنوان : ” حوطتها بالعشق”، ولديه أكثر من مجموعة شعرية فصحى ومحكٍ، وكذلك رواية قيد الطباعة . التقينا الشاعر سليمان غانم وكان لنا معه هذا الحوار : * لكل شاعر ولادة ،فكيف كانت بدايتك الشعرية،ومن هو الشاعر سليمان غانم؟ – منذ صغري أعشق لغتنا العربية الجميلة وقد حفظت الكثير من الأشعار في سن مبكرة، وقرأت الكثير من القصص والروايات ثم بدأت الكتابة في المرحلة الثانوية. في آذار عام / ١٩٨١ شاركت بأمسية شعرية في المركز الثقافي بصافيتا،وقد لاقت قصائدي إعجاب الحضور… قد تكون هذه الأمسية بمثابة ولادة شاعر صغير، كنت ضابطاً في الجيش العربي السوري حتى عام ٢٠١٧، ثم تفرغت بعد هذا التاريخ للكتابة بعد فترة انقطاع. * تكتب القصيدة العمودية وقد تنوعت مواضيع الشعر في عالمك الوجداني والغزلي والوطني الاجتماعي، أين تجد نفسك؟ – كتبت كافة الصنوف الأدبية القصة والرواية والمقال ،ولكن الشعر هو عالمي والشعر العمودي المقفى هو متعتي وهاجسي. صنفوني شاعر الغزل وهو الأقرب إلي وقد كتبت الكثير عن الوطن والأم والشهيد وسلطت الضوء على الكثير من القضايا الاجتماعية والوجدانية. * مارأيك بالأدب النسوي وهل هناك تمييز بالأدب؟ – توجد قصيدة مميزة بغض النظر عمن كتبها شرط أن يمتلك الموهبة وأدوات الشعر، لكن أعتبر المرأة هي الأقدر على نقل معاناتها وهمومها بشكل أصدق وأقرب إلى القارىء والمتلقي. * من يوقظ بداخلك نسيم الحرف وهل للزمان والمكان تأثير في كتابة القصيدة؟ – الشاعر بطبعه إنسان مرهف الإحساس والمشاعر، يرى مالايراه الآخرون، وبرأيي لكل غرض من الشعر سبب لإشراقة الحرف، في الغزل، يكون الحب والجمال هو صبوة الإلهام لإيقاظ نسيم الحرف .أما باقي الأغراض فقد تكون حالات انفعالية مرتبطة بالمكان والزمان فيظهر ذلك في مكنونات القصيدة. * كونك عضواً بملتقى دوحة الشعراء ماذا تحدثنا عن تجربتك في الملتقى ومارأيك بالملتقيات ،هل هي رافد للحركة الثقافية؟ – ملتقى دوحة الشعراء مختلف جذرياً عن باقي الملتقيات وهذا ماشدني إليه، حيث يشرف على الملتقى شاعر كبير هو الأستاذ عبد الكريم اللامي ( لديه، الكثير من الدواوين الشعرية وهو رجل متواضع لايقبل بما يسيء للشعر أوللشعراء)، وتدير الملتقى زوجته الأستاذة أميمة اسبر بتميز ومتابعة مستمرة. هذا الملتقى استقطب خيرة الشعراء، وأعتبرها تجربة رائدة ورافدة للحركة الثقافية وباقي الملتقيات منها الجيد والرديء وذلك يتعلق بالقائمين عليها. * أين النقد في عالم القصيدة؟ – نفتقر إلى الناقد المتخصص، في أغلب الدراسات النقدية – مع الأسف – أصبح إطلاق تسمية شاعر أو ناقد في متناول يد من لايجيد قواعد اللغة أو أصول النقد وذلك نجده منتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي .فالنقد الهادف هو رداء القصيدة الجميل وعطر أبياتها وما أحوجنا إليه. * في ظل الظروف المعيشية الصعبة هل يجد الشاعر من يسمعه ، وما تأثير ذلك على الواقع الثقافي؟ – رغم الظروف الصعبة، لكن مازال هناك من يتابع ويجد في الشعر متنفساً نقياً من خلال إلقاء شعري خاصة، حين يكتب الشاعر عن هموم وأوجاع الناس. ولاخوف على الثقافة لأن الإبداع سمة ثقافية سورية بامتياز. * هناك رموز كالوجود والعدم والمرأة والأرض والموت ماذا تعني لك؟ – علمتنا الحياة أن الولادة فيها دلالة الرحيل عنها والمرأة هي الملهمة لأنها أساس تكوين الوجود الإنساني والأرض هي الحياة والموت دلالة الولادة. * مقطع من قصيدة تحاكي الواقع بعنوان(قم ياغلام) : من خمرة الأيام أفرغت القدح لا النصف ممتلىء ولا الباقي نضح في الصبح يعتل الضياء بخافقي ديجاء دهر بالمواجع قد طفح مابال شمس الحق يغرب دفؤها صمتاً يحن إلى الصقيع إذا برح وإذا العنادل فاض شدو غنائها وتوسدت أفنان صدر في فرح
هويدا محمد مصطفى