الوحدة 10-4-2022
جميل جدّاً ما يَحدثُ في الحياة من أفعالٍ طبيعيّةٍ تجعلنا نشعرُ بالنّشوة والفرح, عندما نتـأمّل الطّبيعة وما فيها , فالزّهرة الّتي تتفتّح , فيفوحُ شذاها, وينتشر محمولاً على أكفّ الرّيح, ناشراً إيّاه في كلّ الاتّجاهات وأقاصي الأرض حيث أبعد نقطة , ولكن الأهمّ من كلّ ذا هو أنّ الأمر بكلّه متوقّف على تفتّح الزّهرة وهكذا أنتَ أيُّها الإنسان،كلّ النّتائج متوقّفة على الفعل الأوّل، الفعل الّذي يَخرج من العمق، فتفتُّح الزّهرة شأنٌ داخليّ وطبيعيّ , وما قامت به الرّيح لم يكن سوى عمل خارجيّ لا يد للزّهرة فيه نعمْ الزّهرة انطلقتْ من الدّاخل , من الأسفل والعمق, فانتشر العطرُ نحو الأعلى والأفق في كلّ الاتّجاهات, إذْ جاءت جميع النّتائج التّالية للتفتّح مليئةً بالحركة وأكسبتها الحياة ومنحتها الفرح فبدَتْ احتفالاً يضجّ بالسّعادة وكأنّه الرّقص على إيقاع الحبّ وإذا ما حدثَ معك ذلك فاعلمْ أيُّها الإنسان أنّكَ قد وصلتَ إلى ما كنتَ تتمنّاه وترغب الحصول عليه والوصول إليه, وعرفتَ أنّه طالما لم تُزهرْ فهذا يعني أنّك أشبه بالبرعم الّذي ما إنْ ينفتح حتّى يفوح عطرك , حتّى تنتشي من الرّقص على أنغام الحياة, فقد تكلّل سعيُكَ بالنّجاح , وأصبحْتَ ممتلئاً بأسباب الفرح والرّضى الّذي يقودك إلى الحياة , لذا أيُّها الإنسان ما عليكَ إلّا الانطلاق.
نعيم علي ميا