الوحدة: 21-3-2022
أدّت الارتفاعات الحادّة في أسعار مستلزمات تربية الثروة الحيوانية من (أعلاف ، أدوية، لقاحات ،تسويق ،قلة المراعي الطبيعية وارتفاع أسعار الوقود الضروري في عملية النقل والتدفئة) إلى زيادة الأعباء على المربين ناهيك عن صعوبات أخرى ترافق عملية التربية و تنعكس سلباً على المربي و على الإنتاجية و الأسواق .
هذا ما بيّنه د. أحمد ليلا رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة اللاذقية والذي تحدث عن معاناة المربيّن ،كما قدم بعض المقترحات لتحسين واقع الثروة الحيوانية ، وبدأ حديثه مشيراً إلى ضرورة توافر زراعة خضراء رديفة للمركزات العلفية، وأضاف : ساهم ارتفاع أسعار الأعلاف وقلّة المراعي، و ضعف الغطاء النباتي بأن يكون الميزان التجاري لمربي الأبقار خاسراً ، و هذا أمر خطير، فمثلاً كيلو العلف سعره أغلى من أفخر كيلو حليب و هذه خسارة للمربي.
و عن تربية الفروج قال : عدد المداجن العاملة بالواقع لايتجاوز/ ٣٠% / من مجمل عدد المنشآت بسبب الميزان التجاري الخاسر، فكلفة تربية/ ٧٠٠٠ / طير فروج لمدة/ ٤٥ / يوماً / ١٠٠ / مليون ، وهذا الحال أدى لخروج صغار المربين من العمل و أبّقى المتمكنين اقتصادياً من الاستمرار ، نتيجة الخسائر المتلاحقة ، إضافة لتأثير الارتفاعات المضطردة بتكاليف التربية سواء لجهة الأعلاف ،أو المحروقات اللازمة لعملية التدفئة و النقل ماانعكس سلباً على المربي و أدى لشحّ المادة و ارتفاع أسعارها.
وبيّن د. ليلا أن المؤسسة السورية للأعلاف زادت المقنن العلفي لحدّ / ١٥٠ / كيلو ، و بيعه بسعر مدعوم/ ١٠٧٥ / ل.س ولكنه لا يغطي الاستهلاك الشهري .
و أشار إلى أهمية تأمين القروض الزراعية الميسّرة ، وأكد على أهمية إقامة منشآت متكاملة تصنيعياً و إنتاجياً و تسويقياً، مشيراً إلى أن أهم عقبة في وجه المربي اليوم هي التسويق ، وتابع : من المفروض أن يتم إحداث جمعيات لمربي الأبقار لرعاية مصالحهم ، إضافة لاتحاد لمربي الدواجن على مستوى القطر لتنظيم الإنتاج في السوق بحسب حاجته و بشكل متواتر ومنتظم ، كما لفت د. ليلا لأهمية إيجاد مسالخ فنية مخصصة و بالتالي تصبح عملية الذبح مراقبة ومضبوطة ، وضرورة أن تكون مدعّمة بوحدات خزن وتبريد لامتصاص الفائض خلال فترات الرّكود ، و أثناء العرض الزائد وتخزينها لعرضها وقت حاجة السوق .
وأشار لأهمية أن يلعب القطاع الخاص دوراً أساسياً في هذا العمل. و اقترح د. ليلا أن يتناسب سعر الحليب مع تكاليف الإنتاج ، وأن ترفع سقوف القروض الزراعية وتقدم لها كل التسهيلات ، إضافة لضرورة الحدّ من الكميات الكبيرة من منتجات الحليب المجفف (البودرة) المطروحة بالأسواق والتي تتميز بقابليتها الكبيرة للتخزين والمتوافرة بشكل كبير وتنافس المنتج الطبيعي.
ياسمين شعبان