تحية وفاء للأم المعلّمة

الوحدة : 17-3-2022

 

إن كانت الأم حباً فهي أجمله، وإن كانت عطاء فهي أفضله فما بالك بالأمّ المعلمة فهي كالحب والأمل، كالشمس والقمر يكملان بعضهما البعض، فهنيئاً لمن جمعت هاتين المهمتين المقدستين وتعهدت بناء جيل الغد الواعد.

 – السيدة تغريد العبدالله مدرسة في جامعة تشرين منذ ١٩ عاماً جمعت بين الأمومة والتعليم وحملت هذه المهنة السامية على عاتقها فكانت مهامها أكبر وجهدها مضاعفاً ، فكيف استطاعت أن توازن بين مسؤولياتها داخل المنزل وخارجه؟

أجابتنا السيدة تغريد من خلال خبرتها قائلة : تستطيع المرأة الناجحة إنجاز جميع الأعمال المترتبة عليها بمجرد إدراكها لأهمية الوقت وضرورة تنظيمه، فأنا أنظم وقتي بحيث لا أقصر في واجباتي تجاه ابنائي أولاً من تعليم وتوجيه ورعاية.إضافة لذلك فإن القيام بواجبي المهني له الأولوية في حياتي.

 – فأي الكفتين ترجح التدريس أم الأمومة؟

أجابتنا السيدة تغريد : إن الأمومة مهمة سامية جداً لما لها من كبير الأثر في بناء المجتمع.

لأن الإنسان حتى يتلقى التعليم بشكل جيد ويكون ناجحاً يجب أن يكون قد تربى على الأخلاق والمفاهيم الصحيحة والسليمة.

لذلك بدوري أرجح كفة الأمومة فلا شيء يمكن أن ينجح دون أن يمر بصعوبات وعراقيل ولكل تجربة ميزات وصعوبات.

وعن تجربة الأمومة أفادتنا السيدة تغريد من تجربتها قائلة : تجربة الأمومة ليست سهلة على الإطلاق، بل هي تجربة مرّة وصعبة ولكنها تستحق خوض غمارها..

فمرحلة الطفولة المبكرة عندما يبدأ فيها الطفل بالمشي واكتشاف العالم من حوله يحتاج إلى الكثير من الرعاية وعلى الأم أن تتحمل الكثير من أخطائه وفوضويته، إضافة لحرمانها من النوم والسهر على راحته.

ثم تأتي مرحلة التعليم ومتابعته في دراسته كي يكون من المتفوقين .

أما مرحلة المراهقة فإنها تحتاج إلى الكثير من الصبر والوعي لاستيعابه.

وعلى الأم مراعاة خصوصية هذه الفترة والتعامل مع الأبناء بشكل إيجابي بما يضمن تهذيب سلوكيات أبنائها ولكن رغم كل تلك الصعوبات فإن شعور الامومة يمنح الأم شعوراً بالسعادة يتجدد كل يوم وهي ترى أطفالها يكبرون أمام عينيها ويشقون طريقهم في الحياة.

 – ومن الجدير ذكره اختلاف الأجيال وتعدد مصادر معرفتهم وتطورها فكيف لخصت السيدة تغريد تجربتها : يحتاج التعليم إلى مرونة كبيرة للتعامل مع الطلاب..

حيث أن مهمة التدريس محفوفة بالصعوبات والعراقيل.خاصة إذا لم يجد المعلم طلاباً يتجاوبون معه ويبادلونه التقدير والاحترام.

إلاّ أن المعلم الناجح يجب أن يبني علاقات جيدة مع طلابه بما يضمن حسن سير العملية التعليمية.. ويراعي تفاوت قدراتهم وإمكاناتهم.

 – فبماذا اختلف واقع التدريس اليوم عن الأمس مع تطور واقع التكنولوجيا الهائل براي السيدة تغريد: لقد أدى التطور في مجال تكنولوجيا التعليم إلى ظهور الكثير من المستحدثات التكنولوجية، والتي أصبح توظيفها في العملية التعليمية ضرورة ملحة للاستفادة منها في رفع كفاءة التعليم؛ أما عن واقع التعليم اليوم فقد أصبحت التكنولوجيا تخفف من تلك الأعباء التي كانت ترهقه في الماضي وبات الطلبة يعتمدون على أنفسهم بشكل أكبر من ذي قبل، سواء في البحث عن المعلومات عن طريق الانترنت او استخدام الحاسب لتنظيم عملهم وسهولة إنجازه بسرعة أكبر على عكس الماضي تماماً فسابقاً كان يبذل المعلم جهوداً مضاعفة من حيث الشرح واستخدام مختلف الأساليب التي تخدم العملية التعليمية.

وشهدت السيدة تغريد بإحدى طالباتها التي تدعى فرح وهي من الطالبات اللواتي تركن كبير الأثر في نفسها.

فقد كانت تتابعها في الصف التاسع في معظم المواد وتقدم لها النصائح كما لو كانت ابنتها.

وكانت فرح متفوقة دائماً في جميع موادها وفي كل الصفوف ومثالاً للفتاة المهذبة وهي الآن مهندسة ناجحة تشق طريقها في الحياة العملية..  وبذلك أثبتت السيدة تغريد في مسيرتها المهنية والحياتية دور الأم المعلمة المرادف لمعنى الحياة بكل أشكالها، فلليل آخر وللعمر آخر إلا حبّ الأم ليس له آخر؛ تحية لكل الأمهات وكل عام وأنتن بألف خير.

رهام حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار