الوحدة 13-3-2022
العواصف التي أتت على البيوت المحميّة في طرطوس وبانياس وبعض مناطق اللاذقية زادت من المعاناة وأضافت ثقلاً فوق أثقال أخرى، فبالأمس كنّا نتحدث عن ضبط أسعار البطاطا التي يستقرّ سعرها بين حدود (٢٠٠٠ – ٢٥٠٠ ل.س) والبرغل الذي تجاوز ٤ آلاف ليرة، وبعض الفاكهة كالموز الذي يشبه الإصبع الصغرى من اليد بسعر (٦٠٠٠ ل.س) ، لكن اليوم وخلال جولة سريعة على الأسواق وجدنا سعراً مجنوناً للبندورة فكان سعرها الأصغري فوق ( ٢٥٠٠ ل.س ) سيدة الموائد والمنقذ الأخير، فكل الأطباق والموائد سواء كانت فقيرة أم ميسورة تتزّين بلون البندورة، التي نالت من غضب الطبيعة المتمثلّة بقسوة العواصف والرياح فاقتلعت محمياتها ومزّقتها وتشرّدت شتلاتها، وذهب تعب ذلك المزارع أدراج الرياح إلا ما ندر منهم، وهنا تربّع الغلاء والتسعير الجائر والمفقود على تلك التلال التي نجت من هول العواصف والصقيع، وانعدمت الأسعار الحقيقية عن هذه المادة، بطريقة أو بأخرى عبر غياب تام من قِبل دوريات التموين والمعنيين بتسويق البندورة، وأصبحنا نتحسّر على ما كان يأتينا من الأردن والجوار الآخر الذي يشارك بالمعاناة بشكل أو بآخر عبر تطبيق الحصار وخنق هذه المخلوقات السورية التي تتلاطمها كافة الأمواج ولو من آخر المحيطات.
سليمان حسين