الوحدة : 11-3-2022
نسمات الصباح تمسح نعاس سهارى الليالي التي يفقد النسيان فيها مفعوله ، ويبدأ الصباح بهدوئه ورونقه بمداواة الجروح وزرع البهجة ليتجدد الأمل ، ويبدأ التفاؤل بيوم جميل وأحلام جديدة. وإن طال ليل الأسى، فلابد أن يعقبه الصبح ليبدأ تعافي الروح ، فكل من نام والأحزان تدميه وظلام الليل الدامس يشقيه ، فإن صباحاً سيشفيه لامحال. كل يوم يأتي بجمال مختلف ، بأفراح صغيرة ، أو ضحكات من القلب ، وبأشخاص جعلوا حياتنا أجمل. الحياة تمضي فلنتعالَ على الصغائر ونتماهى بلحظات إسعاد نفوسنا مهما بلغ حجمها ، ونبتعد عمن يعكر صفو أيامنا الثمينة ، ونجعل جروحنا دفينة ذواتنا ، ولانظهرها إلا لأشباه أرواحنا . الحياة فرصة وما بين صباحات وأمسيات ترحل الأعمار فلنفعل مايرضينا ، ولنسترسل بالسعادة وإضافة الروح لكل تفاصيل أيامنا ، ونهرب من الملل والكدر والقسوة بكل ما أوتينا من قوة لأنها تهدر سنواتنا. كل نفس خرج من صدورنا كان يحمل لهفة أمانينا ، ومستقبلنا ضبابي لذلك القلق مشروع لنا في بعض الأوقات وليس تهمة. ونحن نعبر إلى الضفة الأخرى من العمر سقطت منا أحلام أدركنا صعوبة تحقيقها ، وكان احتمال تحققها كبيراً لولا إتقان الاختلاف . لن نفرغ مخزون الفرح ، فرغم كل شيء أيدينا ممدودة للحياة ، ومع رؤية وجه الصباح في كل يوم ، يكبر الأمل.
تيماء عزيز نصار