الوحدة : 11-3-2022
كلماتها تنساب حرّة بلا حواجز ولا قيود ، جريئة وقوية من طفلة مدللة مكتنزة بالحب والجمال، وتغفو في حضن قصيدة شواطئها لا تمل الجزر والمد، ومرافئها بلا رمال, فيكون ذاك الصباح : (ذاك الصباح المنفلت من التلاشي سيكون يوماً صباحاً فوضوياً يذخر بالأزقة .. بعناق لم يحصل بفعل مضارع مجزوم ) ” الوحدة” التقت الشاعرة ريما نزيهة و كان لنا معها الحوار الآتي : * بداية حبذا لو تعطينا لمحة تعريفية عن ريما نزيهة الشابة والشاعرة والأستاذة الجامعية ؟. – ريما خريجة مناهج وتقنيات تعليم، تخرجت من الكلية وكنت من الأوائل هذا ما أهلني لدخول الدراسات العليا , وفقت بين دراستي وتدريسي وبين نشاطاتي الأدبية سواء بمراكز ثقافية أو منتديات أو صالونات أدبية، أدرّس في قسمي المناهج وتقنيات التعليم هذا على الصعيد العلمي وعلى الصعيد الأدبي نشر لي ديوان شعري بعنوان ( ألبسني جلدي مرة أخرى ) والآن أنا مقبلة على نشر رواية . * معظم نصوصك النثرية لا ترسمينها في عنوان فهل يتعثر الشاعر في نقشها أم يحق له ؟ – القصيدة لا تعنون، برأيي أن عنوان القصيدة هو قيد يحدّ من مداها، كثيرة هي قصائدي التي تركت بها للقارئ حرية الغوص للبحث عن المعنى دون قيد أو عنوان أو قافية. * أين تجدين نفسك وقد تعددت مدارسك وأجدت فيها ( غوغول، القباني، تشيخوف، فان كوخ، رامبو، سارتر ..) ؟ – الشاعر هو من لاقى نفسه في كل كلمة شاعرية همها أن تدفع بالشعر للأمام، لا تزمت ولا منحى واحد بالأدب, وكما يقال من كل حديقة زهرة, أرى نفسي مع القباني بمنحه الدفق العاطفي، ومع تشيخوف لأنه ولد عندي بدايات القصة القصيرة، زرع في مخيلتي الزمن القصير والحبكة المدهشة والنهايات المفتوحة، أما فان كوخ فقد علمني كيف أكتب بلا وعي كي تصبح كلماتي سرب فراشات صادقة دون حاجز أو عرف، وأما البقية ففلاسفة مزجوا أدمغتنا نوراً من حكمة, ولا زلنا نسير على خطاهم رغم مئات السنين. * أيمكن للقراء أن يتبينوا بعضاً من شخصية ريما الشابة الممتلئة بالحب والحياة ومن بعض مفرداتك ..حيث قلت ( علينا ألا نخجل) فكيف تعرفين الخجل ؟ وما هي الخطيئة وكيف تخرجين من معاركك في كل اشتياق, بل أين تجدين ظلك ؟ وكما قرأت لك أنت تجيدين موسيقاه فهل تسمعينا بعضاً منها ؟ – النثر عليه أن يدرس , من هنا أحلم كما كل الكتاب أن نكون مؤثرين بالغير ، أن نملأ صدور الأجيال بكلمات يخلدوها على شفاهم، الرفوف ملأت كتباً ولكن الحكمة بما تركته من أثر ودراية. نعم لا أخجل, فكما لا حياء بالطب أيضاً لا حياء بالشعر، ٍلأنه لا يضمر ولا يخبئ بكم قميص بالٍ ! حتى نعتني بعضهم بجرأتي في استخدام مفردات متمردة، وأصبحت في لحظة محط نقد لاذع, وأنا أرد : هذا نهجي الذي لم يمح كلمة خرجت من قلبي، فعندما أكتب أمحو الموجودات وأستسلم لقلبي، وحده من يجيد إتقان الجرأة بجمل شعرية. قبل إصدار الديوان كانت الخطيئة بمفهومي ألا نقرأ, وبعد إصدار الديوان أصبحت الخطيئة ألا نقرأ وألا نكتب .. معارك الإنسان لا تهدأ ، كونه مزيج معارك ، وبرأيي السفاح هو كل إنسان يقتل معاركه أو يخجل بها، في كل مرة راودتني معركة استللت قلمي من غمده وأعلنت بدايتها مهما كانت النتائج فشهيد الكلمة شهيد أيضاً، وأضيف : كل المعارك التي هزمت فيها كانت أمام الحب. * لا تملين ولا تتعبين من الورق وقد أوصيتِ أن يبقوا يدك اليسرى تكتب شعراً حياً فإلى أين تمضي ريما ؟ – أنا حقاً فتاة عسراء، أكتب يساري وأفكر يساري، حتى أنام على يساري، وأظن أن دماغي برمته يقع يساراً، أظنها سمة جميلة بهؤلاء القلة، نعم وهذا ما أوصيت به أن يتركوا يدي تكتب شعراً نثرياً فإن لم يتركوني، عندها اعلموا أن ريما ماتت.
هدى سلوم