لفت نظر… أزيلوا أدوات التعجّب

الوحدة 5-3-2022

 

حينَ تتكرّر الغرائب….تتوطّن الأنفس على تقبّلها ، وكذا الأمر فإنَّ تكرار الكذب يصنعُ كرنفالاتٍ تنكريّة ، ليختلط بالصدقِ والعكسُ بالعكس . من هنا ينطلق بكاء الغرب المتكرّر على الإنسانية وحقوقها ، دون غرابة .. بلْ ودون استغراب . استيلاء الكذب على الصدق ولسانه ليس جديداً ، لكنَّ الجديد هو تسارع تطوير آليات الخداع ، بالتوازي مع سقوطٍ حرٍّ لقيمِ عالمٍ حرٍّ في تآمره على الإنسان ونوعه . وفي هذا المسار (أفادوا) من انتصارات علم النفس فوجدوا أنَّ العادة طبيعة ثانية،والأداة المثلى في التعويد هي التكرار . ألمْ يتسلّحوا منذ الحرب العالمية الثانية بتكرار الكذب؟ إذْ أنتجوا له إطاراً نظريّاً تبنّاهُ غوبلز ..«اكذب..اكذب فلا بد أن يصدقك الناس ولو لمرة». وها هم اليوم يتسلحون – في مسيرة تطورهم – بماكينات إعلاميّة مهولة تظهر بكاءهم على الإنسانية ، فيما المموّل العربي لا زالَ يبكي على الأطلال و غرناطة وعلى الأميرة ديانا . تفوّق ماكينات الكذب في عالم مصطرع يقابله ضعف الصدق وانطفاء سراجه . ألمْ يقل حكيمٌ يوماً : ((حينَ سكتَ أهلُ الحقّ عن أهل الباطل ظنَّ أهلُ الباطل أنّهم على حقّ)) الإعلامُ العربي مشغولٌ بتكرار واجترار ما يمليه الغربي ، وهذه جدليّة التابع والمتبوع . وإزاءَ ذلك كلِّه يبرزُ السؤال – دونَ استغراب  – هل تنجح المواجهة مع كذبٍ ينهالُ (بصدقٍ) وحرارة وغزارة ، وكلُّ إعلام المعمورة يتسابق ليزيدَ في الطنبور نغماً ؟ الأسئلةُ مشروعة ، وعلامات التعجّب ممنوعة ، ومن واجب النحاة اليوم أن يزيلوا التعجّب من علامات الترقيم ، غيرَ أنَّ بكاء اليابان مع أشقائهم الأمريكان على الإنسان سيجبركم على إضافة علامات لعنٍ وترقين .‏

لؤي درويش     

 
تصفح المزيد..
آخر الأخبار