هجرة ذوي الاختصاص يهدّد بالفراغ

الوحدة: 2- 3- 2022

 

أخبار كثيرة رسمية متداولة بأن هناك تناقصاً كبيراً يحصل بين الكوادر الطبية الوطنية من الجنسين جراء الإقبال المتزايد من هذه الفئة إلى الهجرة خارج البلاد، وعلى الأغلب هم أطباء من ذوي الكفاءات ومن كافة الاختصاصات، ترعرعوا على أيد أساتذة بارعين بمجالاتهم الطبية المتنوعة، وجرّاء ذلك بدأت تظهر الخسارة بكافة جوانبها، تركوا فراغاً كبيراً، فخسرتهم المشافي العامة والخاصة، وابتعدوا عن أهلٍ كان همّهم الوحيد الوصول بأبنائهم إلى مصافٍ راقية من الطموح والرفعة، كما كان هناك خسارة وجدانية بترك عرينهم الذي ترعرعوا فيه، وكذلك فقدان أحبة وأصحاب تآخوا على الأوضاع القاسية وتحمّلوا العناء المشترك، وعلى الجانب الآخر وهو المهم، هم أنهوا تحصيلهم العلمي وعليهم مقارعة الحياة ومتطلباتها لرد جزء من الدين لأهل كرّسوا حياتهم لرفعة أبنائهم وتحصيلهم الدراسي، إضافة إلى وضع الخطوة الأولى على سُلّم الحياة العملية وتكوين المستقبل الذي يوفّر لهم استقرارهم الطبيعي، فهم تداركتهم سنين طويلة حتى وصلوا إلى ما هم عليه، وطريق الحياة سريع وليس معبّداً بالورود، وهم على دراية كاملة بأوضاع بلادهم وصعوبة المعيشة وتأمين مستلزمات الحياة المستقرّة، من منازل أسعارها تناطح السُحب لتكون مستقرهم ومنطلقهم، وبطبيعة الحال من الصعب جداً لطالب بدأ يمارس مهنته الطبية للتو أن يكون قادراً على التماشي والوصول السريع إلى مبتغاه الحياتي وتكوين مستقبله الأسروي، لذلك تم اختيار الطريق الأسرع الذي لا بُد منه وهو الهجرة لتأمين بعض مستحقاته المستقبلية، وهذا سيكلّفه سنين طويلة، قد تُقعده عن العودة إلى حضن مرباه الأول، سواء كان شاباً أم فتاة، وهذا طبعاً للنوع الأهم من المهاجرين، فهناك مهندسون مختصون بكافة الهندسات، وصيادلة وممرضون وأصحاب حرف مهرة، وكذلك اليد العاملة التي تُعد عماد الحياة العملية اليدوية، وخرج الكثير من الطبّاخين المهرة وأصحاب المهن الحرة الدقيقة، وجميعهم من أجل تحصيل ما يقيهم عَوَز الحياة وصعوبة تأمين مستلزماتها اليومية الحياتية، فهل هناك من رادع لتلك الهجرة (الضرورية) سوى عودة عجلة الحياة إلى وضعها الطبيعي.. لا زال الأمل موجوداً .

سليمان حسين

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار