سانا- الوحدة 24-2-2022
أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل أن سورية ليست بمنأى عن تأثير الأزمات العالمية مشيراً إلى أن الحكومة تحاول التخفيف من حدتها وتم وضع خطة لإدارة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في ظل تطورات الأزمة الأوكرانية.
وقال الخليل خلال مؤتمر صحفي اليوم إن الحرب الإرهابية أدت إلى خسائر كبيرة حيث تعرض الاقتصاد السوري خلال سنوات هذه الحرب لتدمير ممنهج في البنى التحتية وعلى مستوى البنى الإنتاجية وانعكس ذلك على الحياة المعيشية للمواطنين بشكل كبير وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير جداً وترك ذلك أثراً كبيراً على الواقع الاقتصادي في سورية لافتاً إلى الضغط الذي تعرضت له الليرة السورية بشكل كبير خلال الفترة الماضية نتيجة المضاربة والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب الظالمة المفروضة على سورية إضافة إلى أموال السوريين التي تقدر بعشرات مليارات الدولارات التي خرجت من المصارف السورية واودعت في المصارف اللبنانية ولم يعد يتمكن أصحاب هذه الأموال من التصرف بها نتيجة الظروف التي تعرض لها لبنان.
الاحتلال الأمريكي وميليشيا “قسد” الانفصالية المدعومة منه يقومون بنهب الثروات وحرمان الشعب السوري منها
وأضاف الخليل: علاوة على ما سبق هناك الظروف الاقتصادية العامة الصعبة التي تعرضت لها سورية نتيجة تراجع الإيرادات وغياب الموارد الأساسية فما تمتلكه الدولة من موارد وثروات في الجزيرة السورية لا يصل إلى المواطن السوري لأن الاحتلال الأمريكي وميليشيا “قسد” الانفصالية المدعومة منه يقومون بنهب هذه الثروات وحرمان الشعب السوري منها الأمر الذي أدى إلى انعكاسات كبيرة وسلبية على المستوى المعيشي مبينا أن الدولة ومؤسساتها تضطر لتأمين هذه الإحتياجات استيراداً مع صعوبة الاستيراد والتكاليف الكبيرة والحاجة للقطع الاجنبي لهذا الموضوع حيث نستورد من القمح شهرياً بالعملة الصعبة أكثر من 180 ألف طن أما استيراد النفط فيكلف سنوياً أكثر من مليارين ونصف المليار يورو وهذا يجعلنا نرى حجم الأضرار الموجودة وما تعرض له الاقتصاد السوري خلال سنوات الحرب الإرهابية.
وأوضح وزير الاقتصاد أن ارتفاع معدلات التضخم عالميا وانتشار فيروس كورونا والظروف المناخية وحالة الطقس لكثير من دول العالم تسببت بزيادة الأسعار على مستوى العالم في جميع المواد وخاصة المواد الغذائية نتيجة تقطع سلاسل التوريد الناجمة عن كورونا لكن بشكل أساسي ومعروف لدى الغالبية نتيجة حرب أمريكية تفرضها حرب حاويات الشحن والنقل التي تستهدف حركة الاقتصاد العالمي بشكل عام والصين بشكل خاص ونرى تراكم عشرات آلاف الحاويات في المرافئ الصينية لا تستطيع أن تصل إلى وجهتها في الأوقات المناسبة، هذا كله خلق ظروفاً صعبة على المستوى العالمي رافقها ارتفاع بأسعار الطاقة عالمياً منذ أيام قليلة.
تطورات الأزمة الأوكرانية سيكون لها آثار على الاقتصادات العالمية
وأشار الخليل إلى أنه سيكون لتطورات الأزمة الأوكرانية آثار على الاقتصادات العالمية وبدأنا نلمسها مباشرة والبداية على مستوى أسعار الطاقة التي ارتفعت مباشرة حيث وصل سعر برميل النفط اليوم إلى أكثر من 100 دولار بعد أن كان سعره 25 دولاراً في نيسان 2020 أي ارتفع أربعة أضعاف كما ارتفع سعر الغاز خلال يومين 35 بالمئة على المستوى العالمي وارتفعت أسعار المعادن بشكل كبير وكذلك أسعار الحبوب وخاصة أن روسيا هي المصدر الأول في العالم لمادة القمح وهي من الدول المصدرة الأكبر على مستوى الحبوب بشكل أساسي.
ولفت الخليل إلى أنه مع التوترات السياسية التي تشهدها الساحة الدولية نتيجة الأزمة الأوكرانية نشهد أيضاً ارتفاعاً إضافياً على مستوى تكاليف الشحن للمواد بين دول العالم وهذا يؤدي إلى ارتفاعات إضافية بأسعار الطاقة والمعادن والنقل والمواد الغذائية وخاصة القمح مبيناً أن هذه المؤشرات استدعت عقد اجتماع حكومي في رئاسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس مجلس الوزراء ضم كل الوزارات المعنية لتدارس أهم الإجراءات والخطط الحكومية بشكل استباقي للتعامل مع كل تطورات هذه الحالات وانعكاسها على مستوى الاقتصاد الوطني بما يمس معيشة المواطنين وتوفير الاحتياجات اللازمة في السوق المحلية.
وأوضح الخليل أن أهم المحاور التي خرج بها الاجتماع وضع خطة استباقية تستهدف وضع سيناريوهات أساسية للتعامل مع الأزمات الظاهرة حالياً ومحاولة التخفيف من انعكاساتها قدر الإمكان على السوق المحلية حيث استهدفت هذه الخطة أولاً موضوع إدارة الموارد الموجودة وزيادة ترشيدها بالشكل المناسب والضروري وموضوع المشتقات النفطية وتوريداتها في ظل هذه التطورات والصعوبات التي يمكن أن تظهر خلال الفترة القادمة إضافة إلى التعامل فيما يخص المواد الأساسية في مقدمتها القمح وتأثير النقل على تأمين الاحتياجات الأساسية المطلوبة في السوق المحلية وضمان توفير المواد الأساسية ولا سيما الغذائية في السوق وخاصة أننا مقبلون على شهر رمضان وزيادة التدقيق وضبط الأسعار في السوق حتى لا يكون هذا الموضوع مبرراً لأي أحد من التجار لرفع الأسعار أو الحصول على مكاسب إضافية على حساب لقمة المواطن وهو موضوع خط أحمر بالمطلق غير قابل للتهاون على الاطلاق علاوة على العمل لضمان استقرار سعر الصرف وسوق الصرف المحلية وأخيراً خطة متكاملة لإدارة الأولويات وإدارة الموارد وترشيد الانفاق العام بالشكل الذي يضمن سير العملية الاقتصادية وتوجيهها باتجاه الأولويات بشكل رئيسي.
تم وضع برنامج لإدارة الموارد المتوافرة والمخازين في الشهرين المقبلين
وبين الخليل أنه على مستوى التجارة الداخلية تم وضع برنامج لإدارة الموارد المتوافرة والمخازين في الشهرين المقبلين كمرحلة اولى والتدقيق في توزيع الموارد والعمل على زيادة التدقيق والتنظيم لمؤسسات التدخل الايجابي ودور هذه المؤسسات في الوصول إلى المواطن مشيراً إلى التشدد بمراقبة الأسعار وضبطها في السوق إضافة إلى دور الإدارة المحلية على مستوى المحافظين والتركيز على هذا الدور وعلى مستوى الوحدات الإدارية ليكون عاملاً أساسياً ومساعداً في ضبط الأسواق ومنع أي عملية احتكار.
ولفت وزير الاقتصاد إلى أنه في مجال التجارة الخارجية ستكون هناك مراجعة للمواد المسموحة حالياً بالتصدير باتجاه إضافة مواد للقائمة السلبية بمعنى منع مواد جديدة من التصدير وهناك تصور سيصدر خلال يومين واتخاذ قرارات مناسبة بهدف زيادة المعروض من المنتجات في السوق المحلية حتى يكون هناك إشباع لهذه السوق بشكل كاف بالاحتياجات وحتى في حال كانت هناك زيادة في الطلب خلال الفترة القادمة.
وأوضح الخليل أنه على مستوى الاستيراد تم اتخاذ قرار يتعلق بالسماح بتخليص البضائع المشحونة ضمن فترة الإجازة الأصلية مهما كانت المدة الزمنية التي استغرقتها عملية الشحن حتى لو تجاوزت الشهرين إلى ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر نتيجة التأخير في عمليات الشحن عالمياً وانقطاع الكثير من سلاسل التوريد العالمية لافتاً إلى أن هناك دراسة لزيادة مدة إجازة الاستيراد بالنسبة للتجار لتصبح خمسة أشهر بدلاً من ثلاثة لتكون هناك أريحية في عملية التمويل لإجازات الاستيراد كما سيتم خلال الفترة القادمة التركيز في مجال تمويل إجازات الاستيراد على الاحتياجات الضرورية وخاصة المواد الغذائية وهناك خطة دقيقة لترشيد الانفاق العام على مستوى المشتقات النفطية وتوزيعها خلال الشهرين القادمين.