الوحدة: 23-2-2022
تصدّت الباحثة نهى سليمان يوم أمس الواقع في 22-2- 2022 لبحث أعدّ لنيل درجة الدكتوراه في قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة تشرين في تخصص (الدراسات اللغوية)، جاء البحث موسوماً بعنوان: ( تمكين اللغة الفرنسية كلمة أجنبية عبر ترجمة قصص الأطفال )بإشراف أ. د. صديق غريب ود. سامو صالح مشارك بالإشراف .وأمام لجنة حكم مؤلفة من :د. سوسن الضرف ود. منال أسعد ود. فاديا خضر ود. طيف إسماعيل. حصلت فيه الباحثة على تقدير ( امتياز ) وبدرجة قدرها 92 % . هذا وقد بينت الباحثة في أطروحتها بأن تعليم اللغات الأجنبية عن طريق الترجمة خطوة مهمة في علم تعليم اللغات .فاللغة الأم تؤدي دوراً كبيراً في إدراك خصوصيات اللغة الأجنبية . وهذه الحقيقة كانت قد أدركتها الطرائق التواصلية في تعليم اللغات الحية، بعد أن كان هذا الدور مهملاً في بعض مناهج تعليم اللغة الأجنبية مثل المنهج المباشر والمناهج السمعية البصرية إلخ. و لأن هذه المناهج كانت تعتبر أن اللغة الأم تؤثر سلباً على تعليم اللغة الأجنبية بحجة تكريس أخطاء لغوية نابعة عن عمليات التداخل مع اللغة الأم. لكن الترجمة التربوية أو التعليمية أعادت إحياء دور اللغة الأم في تعليم اللغات لأنها لمست بأن المتعلم لا يمكنه تعلم اللغة الأجنبية من دون الارتكاز على اللغة الأم وإدراك حقيقة مفادها أن فهم عبقرية اللغة الأجنبية لا يمكن أن يتحقق من دون استيعاب الاختلافات بين تلك اللغة واللغة الأم على المستوى النحوي والدلالي والتواصلي. وقد تمت إعادة النظر مجدداً في إدراك مفهوم “الخطأ” أو الأخطاء التي يرتكبها الطالب بطريقة جديدة، لأن تلك الأخطاء هي المؤشر المساعد على تطوير لغة المتعلم وإيجاد الحلول للمشكلات التي تعرقل كفاءته اللغوية. وهكذا باتت الأخطاء أشبه بالأعراض المرضية التي يحب تشخيصها جيداً لاقتراح العلاج الأمثل.
إن مشكلة تدريس الترجمة في أقسام تعليم اللغة الفرنسية في سورية عموماً وفي قسم اللغة الفرنسية في جامعة تشرين بوجه خاص هو أنها تعتمد على تعليم الترجمة بغض النظر عن تعليم اللغة، لأن جل الاهتمام يصب في نقل معنى النص من دون التركيز على شكل النص وبنية تراكيبه واختلافها عن تراكيب اللغة الأم. لذلك فقد اعتمدت الباحثة في أطروحتها بعض أساليب الترجمة المقارنة لمساعدة المتعلم على إدراك خصوصية اللغتين، اللغة المصدر واللغة الهدف، كما أنها اقترحت تمارين مختلفة عن التمارين الكلاسيكية المعهودة. واعتمدت نصوصاً مقتبسة من حكايات الأطفال الراسخة في الذاكرة الجمعية، والمعروفة. ونحن هنا نتحدث عن حكايات شارل بيرو المترجمة إلى العربية مثل ليلى والذئب وحسناء الغابة النائمة والهر ابو جزمة إلى آخره . والهدف من اختيار هذه الحكايات هو أن الطالب قد سمع بها ولا يحتاج المتن الحكائي إلى شرح مطول، ولا حاجة لإحضار السياق ومقام التواصل .
والجدير بالذكر أن الباحثة نهى سليمان كانت قد حصلت عام 2012 على درجة الماجستير من جامعة ليون الثانية بفرنسا. نأمل أن تكون تلك الرسالة بمثابة حصاة صغيرة تحرك المياه الراكدة في ميدان تعليم اللغة الفرنسية في جامعات القطر.
نور محمد حاتم