الوحدة: 21-2-2022
لا يخلو يوم إلا ونسمع بضبط منشآت أو حتى أشخاص يقومون بالغش بالمواد والمواصفات، بغية الربح ضاربين بعرض الحائط ما يمكن أن تخلّفه هذه المواد وخصوصاً الغذائية منها من أضرار قد لا تُحمد عُقباها. ويتفنن هؤلاء بالمواد المُدخَلة على خلطة التركيبة الأساسية لتضيع الأساسيات الغالية الثمن بوضع مواد رخيصة منتهية الصلاحية أو بتركيبة مشابهة بالشكل وليس المضمون، وقد يلجؤون في كثير من الأحيان لاستخدام مواد كيماوية سامة. هامش الغش كبير، وبائعو الضمائر أكثر، فكم سمعنا عن إضافة مادة السبيداج إلى الألبان، ونخالة الخشب إلى الزعتر، والحبوب المحمصة كالشعير والحمّص إلى القهوة، ناهيك عن الملونات (اللاصحية) والتوابل المجهولة التي تضاف لأطعمة الأطفال و(نقرشاتهم) والقائمة تطول. والسؤال هنا: هل يرضى هؤلاء الغشاشون أن يأكلوا ويُطعموا عائلاتهم مما طبخوا؟ الجواب أكيد بالنفي القطعي، والدليل ما ذكره لي لبّان الحي الذي أكدّ بعد أن حلف أغلظ الأيمان أن جارنا صاحب أحد معامل الألبان في الريف القريب من المدينة يشتري الحليب واللبن واللبنة والجبنة من عنده ! ولكم أن تتخيلوا طعم ومكونات وجودة منتجاته! ولكن، بالمحصلة ضحية ذلك الكم الهائل من الغش واحد، وهو أنت عزيزي المواطن.
ميساء رزق