الو حدة :18-2-2022
قديماً قالوا : (صنعة بالإيد أمان من الفقر)،واليوم يقال :(صنعة بالإيد ولا عشر شهادات على الشجرة). ولما كان منذ مدّة ليست بالقليلة الحصول على شهادة جامعية هو السبيل الوحيد للنهوض من الفقر حيث تُمكّن الشهادة الجامعية الأشخاص من الدخول إلى الوظائف الحكومية والخاصة وتضمن راتباً شهرياً ثابتاً .واليوم لم يبقَ أحدٌ متمسكاً بهذه المقولات ،وإنما أضحت الحرفة اليدوية أو (الصنعة ) هي قارب النجاة الوحيد من الفاقة والفقر في ظلّ الظروف التي نمرّ وتمرّ بها البلاد .وأمسى صاحب الشهادة سائق تكسي وحدّاداُ وحرفياً ماهراً وبلّاطاً .أما السيدات فعملنّ في الخياطة والمكياج وصناعة الإكسسوار ..ويكفي من أصحابِ الحرفِ فخراً أنهم قد غنموا من كسب أيديهم وعرق جباهم مترّفعين عن كلام الناس والانتقاص من شأنهم لمجرد أنهم يعملون أعمالاً إضافية قاسية ليقهروا الظروف وليعيشوا عيشة كريمة من أجل تحصيل لقمتهم . قد تكون الحرفة أو الصنعة اليدوية في القادمات من الأيام ضرورة ملحّة درءاً لذلّ السؤال في زمن لايمكن شقّ طريق الحياة إلا بالانخراط في العمل الحرفي.
نور محمد حاتم