حبل الودّ المقطوع

الوحدة: 17- 2- 2022

 

ما أكثر القرارات وما أقل النتائج، ولو أتى بعضها أُكلها لما احتجنا إلى إصدار المزيد الذي يدور حولها، لاحقاً وعطفاً عليها، ولو تسنّى لنا وزنها مع مسودّاتها وتعديلاتها وملحقاتها، لبلغت من الوزن والحبر مبلغاً.

وقد ينسى جوهر المشكلة ويهتم برتوشه, والعين التي ينبغي أن تصوب على المشكلة تنحرف عنها في التفاصيل التي عادة تهمل, ورغم صغرها تعطل أكبر جرة قلم.

سنون ومشكلة المشردين قائمة, لا اختلاف على التسمية : مشردون, متسولون, النتيجة واحدة وجهان لعملة واحدة, الوجه الثالث لها ظاهرة مبتكرة المشرد البائع, لتجميل وجه التشرد, ترجمة حرفية لمقولة لا تطعمني سمكة , علمني كيف اصطاد , بملابس بالية أقرب إلى الاستعطاف منها إلى التجارة تلاحق صغيرات المشردين وصغارهم المارة الذين أهون عليهم كش الذباب عن وجوههم من إبعاد واحدهم , يرغمهم على الشراء المدجج بالدعوات.

كتبت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لم تستطع اجتثاث ظاهرة التسول والمستحدث منها كان منذ عام بالكتاب رقم ب/ 1/66 تاريخ 9/3/2021 ( في متنه) تكليف قيادات الشرطة في كل محافظة ( بضبط المشردين ) والمتسولين بالتعاون بين الشرطة والشرطة السياحية وتخصيص خطوط ساخنة للتواصل مع الشرطة للإبلاغ عن أي حالة تسول لتوكل مهمة إبلاغ مكتب مكافحة التسول في المحافظة إلى غرفة عمليات الشرطة صبيحة كل يوم بالحالات المودعة ليقوم المكتب بمؤازرة العناصر الشرطية بجمع الحالات ومتابعة الإجراءات القانونية ( العرض على المحامي العام) وكأن شيئا جديداً لم يحدث فالقانون هو عينه يطبق منذ عقود لكن ثمة خلل ما فالتسول هو .. هو , والمشردون يزدادون وكأن غرفة العمليات غير موجودة أو حتى مكتب مكافحة التسول برمته غير فعال , ولن نضيف جديداً إن قلنا أنه بمجرد عرض المتسولين على المحامي العام يطلق صراحهم وهنا مربط الفرس ربما بعض نصوص القانون تحتاج تعديل حتى يتسنى إيقاف المتسولين, ربما يحتاج الأمر إلى رعاية أولئك المتسولين ,ربما للجمعيات الخيرية دور مغيب , لمجرد ورود العبارة التالية في متن التقارير الصادر عن الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية ( صعوبة التواصل مع الجمعيات لعدم وجود وسائط نقل عامة في الجمعية ) يوحي بأن حبل الود مقطوع بينهما.

بالمحصلة احتجاز المتسولين من باب إيقافهم ليس حلاً وما لم تأخذ القضية أبعاداً إتجارية بهم في حال وجود مشغلين لهم فإن البحث في جذور المشكلة اجتماعياً لكل متسول منهم وأغلبهم بات معروفاً وأضواء مشكلته إفرادياً قد يخفف المشكلة!.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار