الوحدة:14-2-2022
تحكي الكتبُ العتيقةُ أنَّ القدّيسَ “فالنتاين” كانَ يزوِّجُ المحبِّينَ سرّاً بعدَ منعِ الزَّواجِ في عهدِ الإمبراطورِ الرُّومانيِّ “كلاوديس الثّاني” في القرنِ الثَّالثِ الميلاديِّ. قامَ رجالُ هذا الإمبراطورِ باعتقالِهِ و سجنِهِ بعدَ أن افتُضحَ أمرُهُ، و أعدمَ في يومِ 14 شباط. اتَّخذَ العاشقونَ من يومِها هذا التَّاريخَ مناسبةً للاحتفالِ بالحبِّ بالكلماتِ و اللفتاتِ الرّومانسيَّةِ، يتبادلُ المحبّونَ الهدايا المعبِّرةِ من ورودٍ و دببةٍ و ملائكةٍ حمراءَ، و تمتلئُ الشَّوارعُ و المتنزَّهاتُ و الكافيتيرياتُ بثنائيّاتِ العاشقينَ الغارقينَ في همسِ الغرام. على الرَّغمِ من كلِّ الآلامِ و العذاباتِ في بلادي لم يتخلَّ السّوريُّ عن علاقتِهِ السِّريَّةِ مع الحياةِ، و الحلفِ الأبديِّ معِ الجمالِ، و إبداعِهِ دائماً من رحمِ الحزنِ و المعاناةِ. عبرَ آلافِ السِّنينَ طوى السّوريُّ الغزاةَ و الطّامعينَ و الحاقدينَ، وانتصرتْ على شرعةِ الشَّياطينِ روحُهُ الخلاقةُ و التَّوّاقةُ للإبداعِ و الخلقِ الذي رفعَهُ أيقونةً للنّورِ في كلِّ زمنٍ و حين. على الرَّغمِ من كلِّ أشياءِ اليبابِ و جنونِ الشَّياطينِ سيبقى نسغُ الحبِّ المسافرِ في دمِنا لحناً يكلِّلُ صباحاتِنا المشرقةَ، كونشيرتو عشقٍ أبديٍّ و نسماتُ كنهٍ نورانيٍّ في مساءاتِ أحلامِنا الوضيئة. من آلامِ الصَّلبِ دائماً تشرقُ فرحةُ القيامة . فالنتاين سعيد.
نور محمد حاتم