الوحدة 13-2-2022
كان يلمحها دوماً على صخرة شاطئية تنحت على جلمودها بعض الحروف، والأرقام والتواريخ تبعثرها هنا وهناك ، تفردها على مدى سطحها المائل بلونها إلى الذهبي. . ترنو إلى البعيد، تلوح بيديها إلى خط يتمطى مستلقياً ما بين الأفق. . وخضرة عينيها، تسفح مسافات لازوردية لا تطال، كأنما تشهد في البعيد نورساً محلقاً فوق الزرقة اللامتناهية، أو مركبا أتعبه السفر وراء البحار والمحيطات بحثا عن جزر وليدة. كانت عيناها تلوبان في المكان ، تمسحه برمشيها، تحاول أن يقع بصرها على ما يأمله قلبها، هل في البحر سراب؟ سؤال بقي يلاعب ذهنها. . ولكن دون إجابة !
هي تحاول إقناع نفسها بعدم وجود سراب على صفحة الماء المالح !
وأن ما تراه هو نفس النورس الذي رحل منذ أعوام ، وأنها مازالت على وعدها له بأن أول من يراه هما عيناها. .!! حدثتها نفسها ، زادت الحروف في حقل الصخرة، تكاثرت الأرقام، كأنما عملية جمع مدرسية، اقترب منها فاجأها، كانت مسترسلة بالتفكير والكتابة والحساب والعد ،والأمنيات ، وضع يديه على عينيها – كما الأطفال- صرخت. . ذهلت أدهشها ما اكتشفت فرحت ، غنت قال لها : هلا رقصت على رمال الشاطىء “حافية القدمين” كما ترقص الألوان القزحية على بياض لوحتك؟ وتمرح الظلال ستائر حريرية في أمداء كونك، وفسحات أحلامك ؟ بقيت مشدوهة، يتوزعها الكثير من الفرح، والعظيم من الاستغراب، لم تجب ثم راحت ترسم أقدامها على الشاطىء بغنج دلع ودلال. . لوحة الانتظار واللقاء.
قبل نقطة آخر السطر …… سألها : أتعرفين كليوباترا، بينلوب في الأسطورة ، أتعرفين بثينة. . عبلة. . ولادة. . وكل الحسان المرهفات؟ هن لديك اجتمعن. . وفيك سكنّ
خالد عارف حاج عثمان