تعلّق الأطفال بالهواتف المحمولة شرّ لابدّ منه

الوحدة 12-2-2022

هل الهاتف المحمول نعمة أم نقمة ؟وكيف يمكن أن يستخدم كأداة لخراب البيوت والتأثير على عقول الأطفال والشباب ؟

استطلعنا آراء بعض الأهالي حول هذا الموضوع من خلال اللقاءات التالية:

كانت البداية مع السيدة خلود حبيب حيث قالت : أنا ضد الهاتف المحمول للأطفال لكن ابنتي لا تتناول الطعام إلا وهي تشاهد الأطفال على اليوتيوب، ولكني لا أدعها تستخدم الهاتف المحمول لوحدها ولفترات طويلة حفاظاً على بصرها وسلوكها العام .

وقالت السيدة هبا موحد : لا أعطي الهاتف المحمول لأطفالي بل أعتمد على التلفاز كونه موصولاً على شبكة الانترنيت .فأتركهم أمامه حتى أنهي أعمالي المنزلية، فهو اداة مريحة لإسكات الطفل ولا يؤثر على نظرهم كما يفعل الهاتف المحمول، بالإضافة إلى أن برامج اليوتيوب تساعد الطفل على تعلم كثير من الأشياء المفيدة إذا قمنا بمراقبة ما يشاهدون .

وقالت السيدة صبا الشامي : كنت أشاهد الكثير من المسلسلات واقوم بقراءة الروايات على الانترنت ،فأصابني الضعف في النظر مما اضطرني إلى أن أستخدم نظارات طبية .وأصابني صداع كبير لذلك قررت أن أضبط ساعات استخدام الهاتف المحمول .

وقال السيد علي علي : لقد قلل استخدامي للهاتف المحمول علاقاتي الاجتماعية .فقد أصبح اغلب تواصلي عن طريق المحمول حتى غدونا عندما نجتمع أحاديثنا قليلة وكلٌ منا على هاتفه .

وقالت السيدة رؤى احمد : يعود زوجي من عمله فلا يحدثني بأي موضوع ويقضي معظم وقتة على المحمول وهذا حال معظم صديقاتي مع أزواجهن. فالهاتف المحمول قلل التواصل حتى بين أفراد الأسرة الواحدة في المنزل الواحد . فالمحمول هو بالنهاية ضرورة لكل إنسان، ولكنه أصبح مشكلة حقيقية لعدم الاستخدام السليم له. وقالت السيدة رؤى الهاشمي : أصبحنا نعيش في العالم الافتراضي وابتعدنا كلياً عن الواقع، وأي شخص تريد معرفته جيداً احصل على هاتفه المحمول لأنه الصندوق الأسود لحياة أي شخص، وقد سبب الكثير من المشاكل العائلية وزادت نسبة الخيانة لسهولة التعرف على أي شخص .فقد سمعنا حالات طلاق بسبب الهاتف المحمول .

كما التقينا طبيب الأطفال د.حبيب بلال لمعرفة تأثير الهواتف المحمولة على الأطفال خاصةً وعلى مستقبلهم حيث قال : تشمل مشاكل فــي التواصل واضطرابات النوم وتأخر الكلام وأضرار في البصر وتعلم سلوكيات غير مناسبة. فالانترنت لا رقيب له كما أن الدراسات الحديثة تحذر من الهواتف المحمولة للأطفال. فقد تزيد من نسبة التوحد إذا كان هناك أي عارض من أعراضه في الطفل. وأضاف د. بلال؛ قد توصل الهواتف المحمولة الطفل في بعض الأحيان إلى أعراض اكتئابية ومحاولات انتحار. فاستخدام الهواتف المحمولة لإلهاء الطفل دون الخمس سنوات أمر خطير جداً. لأنها تحوي على أضرار جسدية ونفسية للطفل حيث تؤثر على نمو العظام كإقصار العمود الفقري واضطرابات في الأعصاب والأربطة والصداع ويؤثر على البصر والسمع، إضافة الى قلة التأثر بالعالم الخارجي. من ناحية أخرى يعاني كثير من الأطفال بل والبالغون أيضاً من اضطرابات النوم والأرق بسبب الهواتف الذكية لقضاء وقت طويل عليها .أما المشاكل النفسية التي تصيب الطفل فهي أخطر من الجسدية فمثلاً يصاب الطفل بالانعزال والعدوانية في التعامل مع أقرانه الآخرين، بسبب طول الفترة التي يستخدم فيها الهاتف، كما يشعر الأطفال أو المراهقون الذين يستخدمون الهواتف المحمولة بقلة الثقة بنفسهم وصعوبة التواصل والانسجام مع العالم الخارجي ،ويخلق فراغاً بين الطفل ووالديه ويجعله منغلقاً على نفسه كما يؤثر الهاتف المحمول على القدرات العقلية للطفل وتؤثر في ملكة الخيال والتصور والإبداع لديه، ويصبح التطور الحسي والبصري لديه أقل تطوراً، لذلك ننصح الأهالي بالتواصل المباشر مع الطفل واللعب معه عوضاً عن جعله يقضي معظم وقته على المحمول .

كما التقينا المرشدة النفسية ديما يوسف فقالت : تسببت الهواتف المحمولة بكثير من الاضطرابات الأسرية وحالات من الطلاق والتفكك الأسري، بالإضافة إلى الجرائم الالكترونية وأشياء أخرى كثيرة، حيث نلحظ في المقاهي والطرقات أن أغلب الشبان والشابات منغمسون في هواتفهم المحمولة ولا يتواصلون من بعضهم البعض بشكل مباشر وهذه الحالة تسبب اضطرابات في شخصياتهم وفي قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وآرائهم كما ان الهواتف المحمولة سببت الكثير من عمليات النصب سواء بالرسائل التي تصلنا أو بمواقع التواصل. فهنا ستنعدم الثقة عند كثير من الأشخاص بمصداقية التعامل .ولكننا لا ننكر أن الاستخدام السليم للمحمول له إيجابيات كثيرة كالتسويق فقد أمن فرص عمل للكثيرين وأصبحنا نعرف الأخبار المنوعة حول العالم ونتواصل مع اصدقاء .. هذه الإيجابيات يرافقها سلبيات لذلك يجب مراقبة هاتف الطفل المحمول والمراهق خاصةً والحذر الدائم من مواقع التواصل.

 بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار