مرافئ البوح

الوحدة:7-2-2022

في مقهى بحري قديم يعبق ببساطة الأجواء ويستثير المشاعر بشجن رباعيات كلثومية ، أبحث فيه عن الركن الأمن وملجئ الهروب ، بعد أن تساوت الأمكنة والأوقات . حيث احتاج لمساحة هادئة ضبابية ، وللبعد عن علاقات تطفئ الروح وتستهلك الشعور ، لأقول وداعا” لكل وقت أهدرته غباءً ، ولكل شخص جاملته ولم يكن يستحق ، لكل الأشياء التي طحنتك وأنت تقاومها . لم يعد هناك متسع في ثنايا الذاكرة لاستقبال مزيد من جحافل الأحزان ، اغتربت عن نفسي ألف سنة في رحلة إرضاء الوهم ، أريد أن أطلق الرصاص على خيانة الروح ، وملل الانتظار ، وهدم سني الذات في دوامة جدليات الفراغ ، وسحق بقايا الروح المتشظية بأنانية الأخر . رغم الموهبة في إخفاء الألم والخبرة في الحفاظ على الكبرياء الأحمق ، إلا أنني أضعف أحياناً وتسقط مشاعري سهواً، لتضج روحي في ممرات الاعتراف على شواطئ البوح . أستيقظ من سباتي على صوت النادل لتجديد طلب طاولتي أنا وصديقة أشجاني ، بعد أن اصبحت رباعية أم كلثوم في الجزء الأخير .

تيماء عزيز نصار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار