الوحدة 1-2-2022
استطاع السوريون خلال فترة معاناتهم من الحرب الظالمة التي فُرضت عليهم, ومن تبعاتها وخاصة الاقتصادية والمعيشية أن يخلقوا من هذه المعاناة جواً للفرح والبهجة..
من (النكتات) أن شخصاً تقدم لخطبة فتاة جميلة وقدم نفسه على أنه معتمد لتوزيع الغاز, ففرح أهل العروس كثيراً, ومع هذا طلبوا مهلة من أجل أن يتأكدوا أنه موزع غاز وليس موظفاً أو طبيباً..
قلب المعادلات لم يكن صحيحاً, ولا نقول إن الطبيب أهم من أي صاحب مهنة أخرى, لكن مفردات الحياة اليومية هي التي فرضت هذه التغيرات والتحولات..
السوريون برعوا بتوثيق المعاناة بطريقة مرحة, ساعدتهم بشكل أو بآخر على تحمل ظروف الحصار الخانق..
حياتك رسالة.. لم يتغير أي شيء, كان كل منا يحمل رسالة ما في هذه الحياة, ثقافية, اجتماعية.. الخ, الآن أصبح كل منّا ينتظر رسالة.. رسالة غاز, رسالة مازوت تدفئة, رسالة مواد مقننة.. إلخ.
الرسائل الوحيدة التي لم تعد تصلنا رسائل ساعي البريد.. تلك الرسائل التي كنا نتبارى بجمع طوابعها ونتفاخر بها..
إيفا الحكيم