كواليس الأغاني… (وح وح واني بردانة)

الوحدة 27-1-2022

هذه الأغنية غنتها سميرة توفيق في زمنٍ يصفه الجميع بالجميل، وذلك تأكيداً على صحة النظرية النسبية لأينشتاين، فكل شيء نسبيّ حتى الأزمان وصفاتها.

تُصَنّف الأغنية على أنها طقطوقة شعبية رومانسية تشعر فيها الحبيبة بالبرد والجوع، فتطلب من حبيبها وفارس قلبها أن يهيئ لها أسباب الدفء والشبع.

للأغنية في كواليسها قصة نعيشها نحن اليوم في زمننا الحالي، ونرويها وكأننا نحن في مجموعنا الشعبي من ألّفنا كلمات هذه الأغنية، لنؤكد ثانية صحة النظرية النسبية التي تسمح أحياناً للكواليس أن تكون بعد القصة وأغنيتها بغض النظر عن الحبيب ومن يكون، فتلك رومانسية تشبه رومانسية إيقاد الشموع بسبب انقطاع الكهرباء!.

نبدأ الأغنية بالموال، إذ لا يجوز أن نغني عن البرد دون الوقوف على أعتاب شتائه، وهل أجمل من ليالي الشتاء الموشاة بأنغام المطر على زجاج الشبابيك؟!

أقبل علينا الشتا يا زين وهالجو يحلالي

طابت ليالي السهر يا عين مع ولفي الغالي

بعد الموال وشتائه يأخذ البرد بالتسلل إلى نخاع العظام، ترتجف الشفاه وتهتز القلوب ويبدأ حك الأيادي ببعضها والنفخ فيها حتى تجحظ العيون وتزمّر الصدور:

وح وح واني بردانة يابو العيون الذبلانة

بردانة بتوبك دفيني دفيني يابو البُرْدانة

تزداد شدة البرد وتجف الأفواه وتتيبس الشفاه من البرد والعطش ولا سبيل إلى وسيلةٍ للتدفئة بالتالي أضحى اللجوء إلى الطاقة البديلة هو الحل الأمثل:

لملم قشاقيش العنب واشعلها وصّيرها لهب

واغليلي الشاي عالحطب واسقيني بإيدك عطشانة

تشتد سياط البرد سطوة وتنقبض البطون وتبدأ بالقرقرة جوعاً، المطابخ خالية من ذوات الأجنحة لأنها أضحت حصراً على أصحاب الأقفاص الذهبية، لا مشكلة من دون حل نصطاد العنقاء في سمائها:

ولفي يا حامي الحمى صياد وما متلك رمى

اصطدلي طير من السما طعميني بإيدك جوعانة.

شروق ضاهر

أنهينا مقاطع الأغنية لنكتشف أن الولف صاحب العيون الذابلة سراب من مخيلتنا ومخيالنا تماماً كما هي العنقاء وقشاقيش العنب لكن البرد يشتد أكثر فأكثر ولا بد للأغنية من خاتمة، لا تنضب كنانتنا من الحلول، تختم كما بدأنا: وح وح واني بردانة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار