أزواج ومطلقون… الحظ أخيراً!

الوحدة : 19-1-2022

إن وجدت السعادة طريقها إلى قلوبنا شعرنا بأننا محظوظون، وإن هجرتنا تلك البسمة وأقفلت قلوبنا على مآسيها لعنٌا الحظ واتهمناه بأنه السبب في فشلنا في الحب والزواج والعمل!
يكشف هذا التحقيق بعض التجارب التي تؤكد أن الحظ موجود وبأن لعبة القدر يمكن أن تغير حظوظنا في الحياة، أو على الأقل هذا ما يظنه بعض الناس فإما أن يأتي الحظ أولاً وإما أن يأتي أخيراً، وإما ألا يأتي أبداً، وفي كل تلك الحالات يقع الإنسان ضحية أفعاله وما اختاره لنفسه.
عن دور الحظ في النجاح والفشل تقول هناء: كنت أؤمن في الماضي بكلمة الحظ وبالقوة التي تملكها هذه المفردة القادرة على تحديد فرص نجاحنا أو فشلنا في الحياة لكنني اليوم بت أكثر إيماناً بالنصيب وهو مصطلح قادر على أن يهون على الإنسان الكثير من الأمور وأهمها الإحباطات التي قد تصيبه نتيجة لفشله في تحقيق طموحاته في الحياة وبرأيي بدل أن يعاكس الإنسان القدر ويقف في وجه الرياح التي تواجهه في الحياة عليه أن يؤمن بأنه يعيش قدره وما من قوة قادرة على تغيير ما يحصل له، عندها يصبح الإنسان قادراً على مواجهة مصابه وفشله والظلم الذي قد يصيبه بعزم وذلك لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق المثابرة والاجتهاد ، ليصل أخيراً إلى حالة من المصالحة مع الذات فيبدأ بتغيير حياته ففي نهاية الأمر البقاء للأصلح وتضيف أنا لا أنكر أنني كنت محظوظة في بعض أمور حياتي لكنني لا أعلق الكثير من الآمال على الحظ لأنه برأيي (من جد وجد ومن زرع حصد) وهذا ينطبق على العمل والحياة الشخصية.
إلا أن عبير السيد ترى أنها لم توفق في زواجها بسبب الحظ الذي جعلها تنتظر وقوع الطلاق منذ أول يوم زواج، لأنها آمنت بأنها من ضمن الناس الذين لم تكتب لهم السعادة..
تقول سارة: ابتسم لي الحظ في الحياة وفي الحب لكنني في الوقت نفسه لا أعتمد على الحظ ليتحقق لي النجاح وانا أعمل جاهدة لتحقيق فرصي في الحياة خصوصاً أن الظروف والتحديات التي يواجهها الإنسان ليست بالأمر السهل الحياة تحتاج إلى اصرار لتحقيق النجاح .
أما فرح فتقول إن الإنسان هو المسؤول عما يصيبه وعن قدره فلو عمل صالحاً وكانت النتيجة لمصلحته يظن أنه محظوظ ، والعكس صحيح وعن دور الحظ في الزواج تقول: الحظ لا علاقة له في الزواج ومسؤولية نجاحه أو فشله تقع على كاهل الزوج والزوجة، فإن تخلى أحدهما عن مسؤوليته اختل توازن هذه العلاقة وكان مصيرها الفشل….
في حين ترى فرح أن العرب يعلقون نجاحاتهم وفشلهم في الحياة على الحظ فإن نجح أحدهم في الزواج أو في الوصول إلى غايته تفاخر بحظه وإن فشل استخدم الحظ كشماعة يعلق عليها فشله، على أنه ليس من المنطق أن يجلس الإنسان في منزله طوال الوقت وأن ينتظر الحظ ليأتيه بالمال والثروة لكن فيما يخص الزواج فالأمر يختلف بمعنى أن المحظوظ فقط هو الذي يجد الزوجة المطيعة والجيدة بدلاً من زوجة مفترسة.
الباحثون عن الحظ مرضى نفسياً وعضوياً .
إن الناس نوعان الراضي والقانع بواقع حاله والمجتهد لتحقيق الأفضل لعائلته ونفسه ونوع آخر من البشر وهم المتكاسلون في الحياة ممن يأملون أن يصيبهم الحظ مرة ليغير من واقع حالهم وهؤلاء أنفسهم الذين يلجؤون إلى ورق اليانصيب أملاً بالربح ليقعوا فريسة سهلة للقلق والضغوط النفسية بأشكالها المختلفة منها الانقطاع عن الأكل والنوم هذه الفئة من البشر ترغب بتحقيق ربح سريع ومن دون تعب فتصل إلى مرحلة من الإدمان على انتظار الحظ. وفي مقابل هذه الفئة المدمنة هناك فئة أخرى لا تتعب نفسها بتجربة حظوظها في الحياة لكونها مؤمنة بأنه لاحظّ لها في الحياة وفي الزواج والعمل وهذا مؤشر سلبي أيضاً لكون هذا الشخص لا يجد مبرراً للعمل فهو مؤمن بأنه سيفشل مهما حاول. وعن نوعية الأمراض التي يصاب بها المؤمنون بالحظ اهمها القرحة والقولون العصبي والضغط السكر والصداع المزمن ويصاب آخرون بأمراض جلدية وهذا الأمر شائع عالمياً ويعاني هؤلاء الأوهام وضعف الشخصية وانعدام الثقة بأنفسهم وبمن حولهم وفقدان العلاقات الاجتماعية الأمر الذي يتسبب بانعزالهم عن المجتمع.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار