الوحدة : 19-1-2022
لم يكن القرار الذي انتشر منذ مدة حول تثبيت العاملين بالدولة إلا صفعة مؤلمة لعمّال وموظفين ينتظرون بارقة أمل تنقلهم من كف العفريت والمجهول الذي يرافق وضعهم الوظيفي إلى برّ الأمان، هم على حالهم منذ مدة طويلة ولا ينقصهم عن أقرانهم المثبتين سوى الحالة الوظيفية كمؤقتين، فتستريح قلوبهم المنتظرة ويلازم الاطمئنان مسيرتهم اليومية نحو مستقبل وظيفي يعيلهم في حياتهم التقاعدية الأخيرة .
غير أن الدوائر الحكومية موطن هؤلاء المؤقتون لا حيلة لديها بهذا الخصوص، وعلى حدّ زعمهم هم أحوج أن يكون العامل لديهم مثبّتاً وحياته الوظيفية مستقرة، ومن شأن ذلك أن ينعكس على أدائه وعطائه في مجال عمله الوظيفي، كما لوحظ منذ عدة سنين توظيف ذوي الشهداء بشهور عدة تعيلهم على ظروف الحياة وصعوبتها، حيث كان من الأجدى ومن الضروري جداً تعيين بديلاً عمّا فقدوه، والاستغناء عن صكوك الثلاثة أشهر أو عام كإبرة بنج لا تدوم طويلاً، ومعاودة البحث المُضني عن عقد آخر بدوائر أخرى.
أما الآن فقد أصبحت المسابقة المركزية التي أعلنتها وزارة التنمية الإدارية هي المهرب والملاذ من جميع الاستفسارات التي تحاكي منطق تثبيت العاملين بالدولة فأصبحت (مسمار جحا) من قبل جميع الجهات العامة، وإذا سأل أحد عن موعد تثبيته يدفعونه للاشتراك بتلك المسابقة المركزية العامة، ومسابقات أخرى قادمة، علماً أنها مسابقة للفئتين الأولى والثانية واختبار للفئات الثالثة والرابعة والخامسة في الجهات العامة للتعيين الدائم أو التعاقد المؤقت السنوي، أي البقاء على نفس الوضع بدون تثبيت حتى يأتي الفرج الكبير، علماً أنه بعد صدورها خيبت آمال الكثيرين باستثنائهم منها.
ومن جامعة تشرين، حيث يضم هذا الصرح أعداداً كبيرة من العقود والمؤقتين، وجميعهم خضعوا للتعيين كعقود عبر المسابقات، فلما لم يتم التعامل معهم على أساس التعيين الدائم كون المسابقة نظامية وهم بدلاء شواغر، وهذا الوضع ينطبق على جهات أخرى وعلى نفس الأسس كالعاملين على نظام الفاتورة والمياومة في البلدية وأمكنة أخرى.
سليمان حسين