أنا… والنشّالات الثلاث!

الوحدة 13-1-2022

يجب أن نبرمج عقلنا الباطن على أنّ ما قبل الأزمة ليس كما بعدها، وأنّ حالة الأمان التي كنّا نتغنّى بها صودرت من أملاكنا الخاصّة والعامّة، حتى حوادث النشل التي كنّا نشاهدها في المسلسلات المصرية، ونضحك من خفّة دم صاحبها باتت من مفرزات الأزمة لدينا.

 كم كان وقع الصاعقة كبيراً عليّ وأنا في طريقي إلى المركز الطبي الحديث أن أفاجأ بفقدان كيس النقود الذي أودعته حقيبة يدي التي لم أبرحها لحظة واحدة.

 أخذتني الحيرة ولم تسعفني ذاكرتي في تلمّس طرف خيط يقودني إلى ملابسات فقدها،  لكنّي كنت على يقين أنني لم أفقدها في مدينتي اللاذقية ولا في البولمان الذي أقلني إلى دمشق أو حتى في الاستراحة الوحيدة في حمص.

 وضحكت من نفسي كيف مرّ ذلك المسلسل التراجيدي أمام ناظري كشريط  سينمائي من دون أن تحرّض داخلي أي إجراءات احترازية لأخذ الحيطة من حركة غير طبيعية، يد امتدت ونشلت من حقيبتي كيساً أسود فيه 247 ألف ليرة سورية كنت جلبتها معي لزوم علاج مشكلة في العيادة العينية، وعيبي أنّي وضعت البيض كله في سلّة واحدة، ولم أدع لحدسي مجالاً في داخلي ليلهمني بقدوم هذا الحادث.

 كراج العباسيين.. الحادية عشرة والنصف صباحاً، نظرات مريبة من نساء ثلاث بدون أنهنّ ينتظرن سرفيساً، وكنت أنا بدوري انتظر واسطة تقلني إلى مقصدي في طرف المدينة، لم يمض جزء من الساعة حتى شعرت باصطدام من إحداهنّ بي لأجزاء من الدقيقة، مرّ الحادث عرضياً، ولم أعط أهمية لاختفائهن المفاجئ، إلا بعد مرور حوالي الساعة، عندما وقعت في مأزق لا أحسد عليه، في العيادة العينية، لم ينتشلني من حرجي سوى قريبة  أسعفتني بعد الاتصال بها بدفع المبلغ، كان يوماً عصيباً.

 النسوة الثلاثة يكدن أن يكنّ كـ … ، من يدري هل يقتصرن على الاحتيال والنشل، أم أنهن يتصيدن ما تيّسر لهنّ، فاجتماع ثلاث يوحي بعملهن المنظم عن سابق إصرار، سيقعن يوماً، نرجو ألا يطول كيلا تكثر ضحاياهنّ..! الأمر برسم وزارة الداخلية.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار