الوحدة :12-1-2022
هي ليست كذلك فعلاً، وإن كانت من أشهى ما تشهده هذه الموائد.. هي حكاية كلّ بيت، هي العرس والزفّة، هي الثوب الجديد لطفلة عمرها بضع سنوات..
حمضيات الساحل هي كلّ القصّة هنا، لذلك أخذت كل تلك المساحة في اهتمامنا، عبر (الوحدة) التي أسميناها (صوت الناس وعينهم).
لم نفعل ذلك من أجل تحريك المواجع، وإنما لنصل إلى الوعد الذي أطلقه مجلس الوزراء أمس بإنقاذ موسم الحمضيات…
أطلقناها باكراً (الوحدة 15-9-2021: من ينقذ موسم الحمضيات من الضياع؟)، ولم نكتفِ بعنوان عاطفي رنّان، قضينا أياماً مع المزارعين، نسمعهم، ونراقب انسكاب عرق جبينهم، نقلّب وإياهم كلّ شاردة وواردة، بحثاً عن حلول، وتحفيزاً لهمم، وتذكيراً بمسؤوليات وواجبات.. لم نيأس، ولم نسمح للقنوط أن يتسرب إلينا أو إلى المزارعين، فالحقّ سيحقّ إن وجد من يؤمن به، وقد كنّا مؤمنين..
الحمضيات ليست مجرد فاكهة تزيّن موائدنا، هي مفردة اقتصادية مهمة جداً، تركها أهل الاختصاص لـ (الصدف)، أو على الأقلّ تأخروا حتى اقتنعوا أن ما قلناه في هذا الشأن يستحق قراراً ينصف الموسم ومنتجه، وهو ما كان وبدأ اليوم في أسواق الساحل، وسنرصده لكم بالتفصيل عبر شبكة مررينا في أسواق اللاذقية وطرطوس… (الوحدة: 13-12-2021: حمضيات الساحل إلى أين؟ ملف الأسبوع .. هموم النّاس)، 8 تقارير شخّصت الوجع والواقع، وتصدّت للحلول (مسودات قرارات)، وكان إيماننا كبيراً بأن الاستجابة قادمة لا ريب فيها..
كان من المؤلم فعلاً أن نعيش الخسارة في الاتجاهين (الوحدة 7-11-2021
المحافظة التي فقدت زيتونها حرقاً تغرق بحمضياتها)..
الصدى الكريم، والرد المنتظر كان من سيّد الوطن، حين وجّه السيد رئيس مجلس الوزراء، وكل الجهات المعنية للتدخل لإنقاذ موسم الحمضيات..
الوفد الحكومي اجتمع أمس مع المعنيين في اللاذقية وطرطوس، وأطلقنا حزمة إجراءات تبدو إيجابية للغاية في مطالعها، وسنتابع تنفيذها على أرض الواقع، ونأمل أن تأتي بالثمار المرجوة.
بقلم رئيس التحرير غانم محمد