الوحدة:10-1-2022
لقد بات من الضروري البحث عن مصادر اقتصادية تدرّ دخلاً معقولاً يعيل على واقع الحياة المرير والصعب بسبب الاضطرابات القسرية التي أصابت أسعار المواد الاستهلاكية صعوداً مجنوناً وقع ثقله على كاهل الراتب الغير قادر على الصمود سوى لأيام معدودة وصاحبه المستسلم بحزن عميق.
وجراء ذلك أخذت الأنظار تتجه إلى مكامن الدخل الحقيقي الذي يُنتج ربحاً معقولاً يتماشى مع سياسة الاستهلاك البشري ومن بينها الحليب ومشتقّاته التي تُعد من أكثر المواد المستهلكة حالياً بسبب اقترابها من الواقع المعيشي للمواطن، حيث تُعد تربية الأبقار هي الملاذ الأكثر أماناً بالنسبة للقادرين على اقتناء هذه المواشي، وقد كانت هناك عدّة جهات حكومية سبّاقة للعمل على هذا المنوال من خلال إنشاء مداجن ومباقر وحظائر تابعة لمؤسسات الدولة تعمل على استثمارها كمبقرة فديو، كما أن هناك مثالاً صغيراً على بوتقة صغيرة أنشأتها بلدية البسيط، حيث أكّد السيد نبيل شيخ أحمد رئيس البلدية أن تربية الأبقار من شأنها دعم موارد البلدية في ظل الصعوبات والبعد عن مركز المدينة وتغطية أجور بعض الأعمال التي تنفّذها البلدية كخدمات النظافة أو أجور الحفريات والإشغالات الأخرى، فقُدمت لها الرعاية والاهتمام وأصبحت أنموذجاً يحتذى ومحاولة جيدة للكسب الحقيقي والنفع العام في نهاية المطاف، وهذا يشجّع كافة المؤسسات خارج نطاق المدينة تحديداً على الحذو بنفس المنحى والاستفادة من تجربة بلدية البسيط، كذلك يمكن الاستعانة بمشاريع صغيرة أخرى أقل تكلفة بكثير وهي تربية الدواجن والقيام بتفقيس بيضها لزيادة أفواجها وهذا المشروع أيضاً يدعم أي دائرة أو عمل جماعي يغطّي جزءاً ولو ضئيلاً من المصاريف المتعدّدة في كافة المناحي.
سليمان حسين