ما بعد الأمل… 2022 عام العمل!

الوحدة : 6-1-2022

نأمل أن نخرج فوراً من حالة التمنّي إلى ميادين العمل، وأن نختصر فترة الأحلام، وأن نفتح عيوننا واهتمامنا على ما يجب أن يكون في 2022.

عدوّنا في الأيام القادمة هو الوقت، فإن لم نحسن استثماره سيزيد من مساحة يأسنا، وسنعطيه الفرصة لفرض كآبته ووجعه، وتصبح من الصعب لملمة نثرياته المعطّلة، ولا نتحدث هنا على المستوى الرسمي، وإنما على المستوى الشخصي..

من عادة الفلاح أن يحرث أرضه ويبذرها، ولا يقنط من هطول المطر، أو بتعبير أدقّ لا يشترط هطول المطر حتى يبذر حقله، هو اعتاد أن يفعل ما سمليه عليه الواجب، ويترك المتغيّرات ونتائجها لربّ العالمين، وعلى هذه القناعة بُنيت حضارات، واستمرت أجيال، وكان لكل مشكلة حلّ وتصريف..

في هذه الظروف، ولأن قسماً كبيراً منّا استسلم لليأس وللضعف، راح يفترض أن المطر لن يهطل، وأن السماد لن يتوفر، وأنّ المحصول لن يُسوّق، وبالتالي لم يحرق، ولم يزرع!

يجب أن نعود إلى معادلاتنا التي أثبتت نجاحها في السابق، فليس كل ما مرّ عليه الزمن بات غير مفيد، وليس كل ما أنتجته الحضارة الحديثة هو الحلّ..

عندما كانت (طحنة الدقيق) تملئ الخابية، كان الأمان حاضراً، وكان التنّور يغنّي رغيفاً أسمر لم تنقص استدارته، ولم نشكُ من نقص وزنه، وعندما كانت شجرة الزيتون كواحد من أفراد الأسرة، كان زيتها يضيء أرواحنا (ولو لم تمسسه نار)، ولم نكن نسأل عن سعر الزيت، فهو ليس للبيع، هو لنا ولمن ليس لديه شجرة زيتون!

عندما بدأنا نتخلّى عن هذه الأمور، بدأنا نشعر بالفقد وبالضعف، وبقلّة الحيلة، ورحنا نبحث على أرصفة المدينة ما كنّا مشهورين بامتلاكه وإنتاجه، وكنتيجة حتمية لهذا الأمر لن يكفينا راتبنا حتى لو ضُرب بعشرة!

البحث عن الاكتفاء الذاتي يجب أن يكون شعار 2022، ويجب أن تتوجّه الجهات المعنية إلى دعم هذا الأمر بشتى السبل والإمكانيات، ففي نهاية المطاف ستصبّ هذه الروافد في الصالح العام، وأي ربطة خبز نوفرها على الدولة سيكون بإمكانها أن توزعها في مكان آخر!

نصف دونم من الأرض ينتج ما يكفيك كمؤونة برغل لمدة عام كامل، وإنتاج عشر شجرات زيتون يكفيك زيتاً لسنة، وقس على ذلك..

ربما..

تحوّل 10% من سكان الريف على الأقل إلى هذه المنظومة يخفف من معاناة الجميع بنسبة مماثلة على الأقلّ.

وأيضاً..

خروج شخص واحد من دائرة المعاناة يعني زيادة في عدد (المرتاحين)، والحكاية بإمكاننا أن نجعلها مستمرة..

التجربة هي الأساس

بدل أن نستمر في الكلام، لننهض إلى عبوة بلاستيكية ونزرعها بصلاً أو فجلاً أو خسّاً، ولن يتأخّر القطاف.

غياث سامي طرّاف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار