الوحدة : 5-1-2022
ضمن فعاليات الاحتفالية السنوية لجمعية العاديات والتي كانت إحياء لذكرى العلامة الشيخ خير الدين الأسدي كان هناك محاضرة في اليوم الثاني للفنان والباحث التشكيلي حسين صقور بعنوان معادلات تراتبية للعرض التشكيلي، وقد أوجز في شقها الأول تلك العلاقة التي تربط التشكيل بالكلمة من خلال إيضاح أسلوبيته في استعراض الأعمال وسبر أغوارها متعدياً لشخص الفنان وشخصيته وموضحاً بضع تفاصيل عن أسلوبيته وكاشفاً عن تلك الشحنة الانفعالية عبر كلمات قادرة أن تكون بحد ذاتها نصاً مترابطاً ومستقلاً عن اللوحة في آن، كما وضع تعريفاً للناقد التشكيلي من وجهة نظره (الناقد فنان مجرب قادر على التقمص والغوص ثم العودة دون أن ينسى ذاته في أي مكان فهو الملك المهيمن وخصوصيته يصبغها من وجهات متعددة عبر الكلمات والألوان، هو الوسيط للمتلقي وعليه أن يتمتع بالسلاسة والخصوصية…) في الشق الثاني من المحاضرة تحدث الفنان حسين صقور عن المعادلات التراتبية في العرض التشكيلي مستنكراً تلك الإهانة التي تحدها اللامبالاة حيال التشكيل والأعمال التي ما علقت إلا على حبال تطالبها بأن تصير هي المتفرج والشاهد في آن – على حد تعبيره- كما تحدث عن الهدف والغاية من إقامة المعارض التشكيلية… وعن عمليات التنظيم والإخراج في المعرض التشكيلي ابتداء من الدعوات إلى شكل الملصق الإعلاني إلى أسلوبية ترتيب الأعمال ضمن صالة العرض والتي طرحها عبر أشكال متعددة تناسب جميع المعارض وفق القيم الإبداعية والأسلوبية والمستوى والحجم وشكل العمل، مؤكداً على أن تنظيم المعارض وعرض اللوحات مسؤولية حساسة غايتها الارتقاء بذائقة المتلقي وتنمية طاقة المحبة بداخله، وهنا تكمن خطورة تلك المسؤولية فالنشاز يولد نشاز والجمال يزرع المحبة والسلام الداخلي.
مهى الشريقي