مربّي قطيع نعاج يشتكي بألم

http://youtu.be/oa6D8IqQu-E الوحدة : 5-1-2022

 )يُقال) خير مال المسلم غنماً، وهي البركة كما وصفها سيد البلاغة، ولكي يستمر هذا الخير لا بُد من الحفاظ على نسلها من خلال توسيع تربية النعاج الإناث، لبقائها بسلّم قطيع الخير . وعلى مشارف المدينة كان ( للوحدة ) لقاء خاطف مع أحد الرُعاة المربين للنعاج الإناث، فكانت لكنته تدل على بداوته الأصيلة المتجذّرة، كانت الوقفة معه عبارة عن أنين الكريم، تكسّرت عباراته الحزينة بخيبات الأمل وقلّة الحيلة، أصبحت حياتهم تعباً وانكساراً على حدّ زعم ذلك الرجل الحزين، قافلة من النِعاج تضمن بعض الخراف الذكور تجوب الطرقات بحثاً عن مرعى أخضر                                             . بدأ هذا المربّي حديثه عن فقر أسود يسود هذا القطيع وأصحابه، فيؤكد أن سوق هذه النعاج سيئ للغاية، فهم غير منتجين حتى الآن، ويضيف، لقد تعبنا من رزقنا الذي لم يعد له سوق، فقد كانت تباع الغنمة ب ٧٠٠ ألف ل.س أو بحدود المليون، وهو سعر مرضٍ لنا تماماً. أمّا الآن نحن نضع أفضل أنواع النعاج بالأسواق وبالكاد تعطينا ٦٠٠ ألف ل.س أو أقل من ذلك، إضافة لابنها خلفها، أي أننا نبيع رأسين من الغنم بهذا المبلغ . ومن ناحية تأمين وتقديم العلف فقد أكد هذا المربّي أنه صعب جداً وثمنه مرتفع وحتى المراعي لم تظهر أعشابها المعتادة إلى الآن، وهذا الأمر يزيد من تعبنا وكدّنا على هذه القطعان، هي تفطر وتتعشّى علفاً ما يشكّل عبئاً صعباً لعدم وجود مردود . أما من ناحية الأمراض ، فقد أكد أن القطعان سليمة من كافة الأمراض باستثناء بعض وفيات الولادات والمعمرات منهم، نافياً الاستفادة من النِعاج النافقة، علماً أن بعض المربّين يقبلون تلك الاستفادة المخالفة لكل القوانين والشرائع .

أمّا إنتاجها من الحليب فقد أكد أن الغنمة بالكاد تُرضع مولودها وتشبعه، حتى أن بعض المواليد ماتت من شدّة الجوع بسبب قلّة العلف، نحن نعمل على خلط بعض التبن والنخالة وبعض الخبز المتوفّر عبر مناقصات الأفران لإطعام هذا العدد الكبير من النعاج، علماً أن التاجر هو الرابح الأكبر من المناقصات بسبب دفعه مبالغ كبيرة تحرم المربين من هذه المادة العلفية عبر ( تدبيل السعر)، كما أن الطقس قد خاننا بالغطاء الأخضر والمرعى الأهم، فاضطررنا لشراء التبن الأحمر بسعر ٦٠٠ ل.س للكيلو الواحد، بالإضافة إلى تبن الفول القادم من محافظة حماه في ظلّ الأجور المرتفعة للنقل، علماً أن مؤسسات الدولة والجمعيات تقوم بتقديم بعض العلف الذي لا يسدّ رمقها، فهي تأكل كل ما يقدّم لها بسبب ضعف المرعى وقلّة الأمطار . وفي أسواق البيع نحن مذلولون مثل مواشينا ولسنا على سلم أولويات التجّار، هناك نضطر لبيع نِعاجنا بالدَين الذي يتقادم بالتهرّب فيموت حقّنا مع تجّار جشعين بسبب ضَعف السيولة والمال لدينا، وبحزن وحرقة نصح هذا المربّي المكتئب الجميع بعدم اقتناء هذه القطعان فهي بكل المقاييس خاسرة .

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار