الوحدة : 5-1-2022
يقال :إن السيد وزير السياحة جاد في إحداث نقلة نوعية في وزارته وتحديداً على صعيد تنشيط الاستثمار السياحي في اللاذقية وغيرها، وإذا ذكرنا اللاذقية فالسبب يعود إلى أن هذه المحافظة مدينة وريفاً لم تحظ حتى الساعة بما يتناسب وإمكاناتها وإذا كانت الوزارة هي المعنية بحسب التابعية، إلا أن هناك مجالس مدن لابد أن يتكامل دورها(إدارياً) مع إجراءات الوزارة وسعيها للتوسع في الاستثمار السياحي علناً في قادم الأيام نسترجع دورنا على خارطة السياحة إقليمياً على الأقل . مقدمة لابد منها: كانت مدينة اللاذقية واحدة من عوامل الجذب السياحي التي تنافس الدول المجاورة شمالاً وجنوباً وكانت مقصداً للفرنسي والإسباني والإيطالي عبر البحر، رغم محدودية منشآتها السياحية لكن ثمة منشآت هي عبارة عن شاليهات وشواطئ ومطاعم كانت متميزة في ذلك الزمان وهذا ما جعلها وجهة سياحية متميزة لضيوفها من غير السوريين وبطبيعة الحال الوجهة الأولى للسوريين لتمضية إجازة الصيف على مستوى السياحة الداخلية . بقيت اللاذقية تتمتع بهذا التصنيف حتى ثمانينات القرن الماضي، خصوصاً بعد وضع الدولة (وزارة السياحة والبلديات) يدها على الشاطئ، وقرارات الوزارة بالاستملاك الذي بات عمره حوالي خمسين عاماً !!!؟ إشارات ومخططات ووعود لهذه المحافظة بنهضة سياحية، لكن حتى الآن لازالت اللاذقية تحلم وتتمنى تخفيف القيود وإفساح المجال أمام المستثمرين للبدء بإظهار مقدراتها السياحية بما يليق بمحافظتنا مستقبلاً .
وهنا لابد من العودة إلى الإمكانات السياحية المخبوءة في اللاذقية ولنبدأ من الكورنيش الجنوبي الساحر والذي تتوضع عليه منشآت مهمة وعريقة ومحدودة العدد ولايزال يتسع ويستوعب خصوصاً إذا ما تمدد شرقاً وجنوباً وصولاً إلى جبلة. هنا نذكر وزارة السياحة التي يجب أن تكون كلمتها هي العليا في هذا الشأن. في سنوات سبقت أزمتنا الراهنة كانت الفكرة قائمة باتجاه فتح طريق بموازاة الشاطئ وعلى امتداد الشريط الساحلي خصوصاً وأن معظم الأراضي المتشاطئة عائدة للوزارة نفسها وكان على الوزارة أن تحسن تخديمها وأول التخديم هو الطريق، وللعلم أن المنطقة المشار اليها تمتد لكلومترات عديدة لكن ما هو السبب الذي أدى إلى إهمالها المستمر؟
هذه نضعها بعهدة السيد وزير السياحة والذي يمكن الوثوق بجاهزيته للعمل وتحريك وزارته لاستثمار ما لديها من مواقع وأراض التي لابد لها من التخديم . من معطيات اللاذقية السياحية أيضاً مجرى نهر الكبير الشمالي والذي يمكن أن يكون جانباه متنفساً سياحياً بطول يصل إلى عدة كيلومترات بعد استرجاع حرم النهر من التجاوزات التي أقيمت وتقام عليه. وكل ما يحتاجه الأمر تعميق المجرى إلى مستوى البحر تقريباً، وفي زمن الآليات الضخمة وإرادة العمل لا شيء صعب، وهذا قد يمثل إضافة جديدة لمدينة اللاذقية تتواصل مع ما سيقام من منشآت باتجاه الجنوب ويتكامل مع تخديم المناطق السياحية باتجاه بانياس أو في الجبال، و أن وزير السياحة الحالي جاد في تقديم وزارته كوزارة منتجة ومساهمة في عملية التنمية بحيث يتطابق عملها مع دورها ،وأول خطوة للنجاح هو تسهيل الإجراءات لأن المستثمر يحتاج إلى محفزات ولا يحتاج إلى عرقلات إدارية. بعد هذه الجولة التي تعني كل مناطق المحافظة(ريفاً ومدناً، شاطئاً وجبلاً) ونحن على قناعة أن إدارة الوزارة تستطيع فعل الكثير إن أرادت ذلك ،أما الثبات كما كان يجري أو إقامة الاجتماعات ذات الصلة والتي تكررت مراراً فهذه لم تقدم الكثير، وإذا كانت العين فيما مضى على استثمارات خارجية فهذه يجب أن نضعها جانباً إلى أن نكون قد وضعنا الأساس الخدمي للاستثمار السياحي، وأيضا للسيد الوزير نقول: الاستثمار في هذا القطاع عماده أهل البلد وعندما يبدأون سيلحق بهم الآخرون وليس العكس. نأمل أن تعود عروس المتوسط إلى الواجهة السياحية وقبلة وجمالاً .
علي الشيباني