http://youtu.be/zwhwtKHlFgc الوحدة 4-1-2022
ساقية براقة، تقع ما بين قريتي كرسانا والقنجرة، وتمتد من قرية مشيرفة الساموك باتجاه الأراضي الزراعية في جنّاتا والقنجرة لتستقر محتوياتها على شاطئ البحر، عقارياً تقع ضمن أراضي كرسانا . يقول كبار السن: إن هذه الساقية قديمة جداً، كانت تضم ينابيع مياه عذبة عديدة ترفد مسيلها كنبع أرض الجورة ونبع دوار الشدّ، وكذلك نبع كرم عزيز ونبع أرض الديس وأرض الحمرا، حيث إن معالم أغلبها لا زالت واضحة تقدّم المياه بنسب متفاوتة، ويؤكد كبار السن أنهم كانوا يشربون من مياهها العذبة في طفولتهم، وحولها بساتين نضرة من كافة المزروعات . أمّا الجانب المظلم لهذه الساقية فيتمحور حول القصب والأعشاب الطفيلية التي احتلّت جسمها وجوانبها لتختفي تضاريسها الطبيعية، إضافة إلى صرف صحّي تابع لمشيرفة الساموك وضع مسيله فيها ليزيد من المعاناة والتلوّث، كذلك مخلّفات معامل البلاستيك المجاورة وما تنتجه من مواد ضارة مسرطنة وأكياس بلاستيكية بجميع الأنواع، وأنابيب صرف تصبّ محتوياتها فيها، كما أصبحت تضم هذه الساقية مخلّفات المحلات الصناعية من زيوت وشُحوم، إضافة إلى رمي مخلفات الفروج وجثث الحيوانات النافقة على جوانب العبّارة والجسر التي تسيل تحته، والأمر المستغرب أن (صاروخ) البلدية يقوم هو الآخر بتفريغ محتوياته ضمن جسم هذه الساقية، وبالتالي شرعنة رمي جميع الفضلات والبقايا ضمنها لتكون ساقية براقة بؤرة حقيقية لتفشّي الأوبئة والأمراض القاتلة . فهل من مغيث لهذه الساقية لإبعاد شبح الأمراض والأوبئة، حيث نحن الآن بالغنى عن تفشيها، فلدينا من الكورونا والفطر الأسود الكثير من الّلحظات السّود تقود إلى لحظات النزيف البشري المجاني، ويبقى على مديرية الموارد المائية مسؤولية تنظيفها وتهذيب ضفافها وإبعاد الطمي من جسمها لتستوعب كميات الهطل المطري وإبعاد خطره عن الأراضي الزراعية والممتلكات العامة والخاصّة .
سليمان حسين