الوحدة: 27-12-2021
أن ترضى بالبين والبين لا يرضى بك لهو أمر عظيم، لطالما فُرضت علينا أمور وقرارات رضينا بها مجبر أخاك لا بطل، شكرنا معها واضعيها وقلنا سمعنا وأطعنا، لم يكن فرض التقنين الجائر أولها ولا تقليص مدة الوصل آخرها، ولكن أن نحلم بنصف ساعة وصل لها كل سبع ساعات ونصف لهو ظلم كبير.
الكهرباء روح الحياة وبدونها الموت أكيد، فكيف لنا أن نحيا ونُتِم أعمالنا بدونها، فكل مناحي حياتنا تقتصر على وجودها داخل منازلنا وخارجها، في أماكن عملنا وخارجها، وعلى توهجها آلاف العائلات تقتات ومع فقدانها جوعها مؤكد، خصوصاً مع فقدان الوسائل البديلة من مواد الطاقة الأخرى.
كانت اللاذقية راضية بساعة وصل وأربع ساعات قطع لتُقلّص المدة لخمس ساعات قطع وساعة وصل لتعود وتُؤكل نصف ساعة من الوصل، لنصل لعشر دقائق وصل وسبع ساعات ونصف قطع، ولكن أن تُحرم بعض الخطوط من هذه العشر دقائق وصل وصلنا لحد الإجرام بالقتل المتعمد. الظلام خيم على منازلنا حيث ماتت كل وسائل الإنارة لنعود لزمن الشموع.
اللاذقية تنعي كهرباءها ولا من مجيب من مسؤوليها على اتصالاتنا ليبرّد قلوبنا بورشة تعيد النبض لكهرباء بتنا نحتفل بإطلالتها الخجولة كعروس مهرها غالٍ ونحن مستعدون لدفع هذا المهر وندفعه مقدماً.
ولن نخبركم عن مدى حزننا عندما نرى الكهرباء (مشعشعة) ببيوت وحارات معينة وبيوتنا يسكن العتم بها ويعشش، هنيئاً للخيار وطق وموت يا فقوس.
ميساء رزق