احتفالات العام الجديد والوعي المنتَظَر

الوحدة: 26-12-2021


العبرة في الخواتيم، أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام، نهاية عام شابه الكثير من المتاعب والمتناقضات الحياتية، هو ذاهب بكل تفاصيله المتنوّعة والمتشعّبة بين فرح دقّ أبواب البعض، وحزن أطبق بقسوة على فئات كثيرة من أبناء مجتمعنا الجريح، الذي ينام على مأساة ويستيقظ على جرح أو كارثة، وذلك بفعل الوباء الذي يخيّم شبحه الأسود على المجتمعات كافة، وحرب عبثية فرضها قبح الإرهاب، وكذلك الضغط العالمي على مقدرات البلاد والذي بدوره ضغط على أبناء هذا البلد الذي أنهكت قواه سِني الحرب الظالمة، فأصيبت لقمة العيش الكريم، لتنتشر نواقيس الخطر فتدقّ أبواب الجوع والحاجة.

أمّا الرجاء والأمل المُنتظر يكمن في عام جديد، تُعقد عليه الآمال والأمنيات، لنستيقظ من كابوس طويل أخذ ما أخذ، فتُشرق شمس من فرح عارم لغدٍ ينتظر الأفضل، وتنطوي لحظات طويلة مريرة وسلسلة من الانكسارات.

وما بين هذا وذاك، سنعيش الفاصل الأخير المُرعب الذي تجسّده سهرة اليوم الأخير من السّنة الميّتة، تلك اللحظات المُرعبة التي تُجسّدها فوضى الاحتفالات وذهاب عام من أعمار الجميع، فوضى الّلحظات الأخيرة من عام مضى لتحتضن العام الجديد، والله أعلم بحجم الكوارث في حال لم يتم تحكيم العقل والضمير وقبلهم الذوق، مع الأخذ بالاعتبار استكانة الكثيرين بسبب اتساع رقعة الفواجع وتعدّدها على المستوى العام.

فهل نشهد احتفالات واعية صائمة عن الأعيرة النارية، مكتفية بمفرقعات ملوّنة وأدخنة في كبد السماء، وصافراتٍ لسُفن زائرة، فتترنّح الأطقم الطبية بهدوء وسكينة، بعيدة عن الاستنفارات وأصوات سيارات الإسعاف وعويلٍ في غير أوانه.. كل المُنى والأمل والرجاء.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار