مشاهد قصيرة … مد وجزر

الوحدة 25-12-2021

  صدقني لقد أدركت مؤخراً أنه قطعاً لا شيء سهل بالمطلق و في نفس الوقت الصعوبة أيضاً ليست مطلقة، حتماً ستتقلص الأيام والسنوات لتغدو ثواني عابرة ، مشاهد قصيرة في فيلم طويل عتيق. اعتقل خيالنا ( الفترة الأخيرة ) ليجبرها على عوننا لترميم القناعات التي تصب في هذا المعنى بعدما كادت تؤكل، بعدما كاد الواقع يقضمها و يمضغها بشراهته المعهودة و لكن بإصرار غير مسبوق ، جني الثمار يحتاج إلى جهد مضاعف لا شيء جديد، للوصول لابد أن يهترىء كعب قدميك من معانقته الدائمة للأرض وتقبيل كعبك لجبهتها بملامحها غير النقية والبثور التي تسكنها، السعي للوصول سيكلفك التواء كاحلك مرات ومرات عند أصغر بحصة والوقوف مجدداً والسير قبل التئام الأربطة المتمزقة وتجددها، لامكان شاغر في مستشفى الأيام ليستقبلك، سيكلفك تهشم غضاريفك من الجري الدائم فالمضمار طويل والأرضية خشنة، ستتمنى بغباء لو أنَّ رئتيك بحجم الكوكب من شدة اللهاث والركض لالتقاط الأحلام. ستقضم أظافرك توتراً وخوفاً من فشل كنت تشعر بحتمية حدوثه، ستفقأ بدافع القلق البثور المنثورة على شواطىء ناصية رأسك، ستبدو غبياً في الكثير من المنعطفات ساذجاً في الكثير من المعارك التي ستؤنب نفسك مراراً على فشلك فيها بعدما عجزت عن إيجاد مبرر للهزيمة . ستحتّك الأمواج حتى تذيبك إلّا أنَّ الحصى تعيد تركيب نفسها من الرمال . الشمس قطعاً لن تبقى مشرقة إلا أنَّ الليل لابد أن تتخلله النجوم والغيوم لابد أن تتعب وتخلد للنوم وحُكماً ستطلق سراح النهار ولو حتى للحظات، وعلى الرغم من ذلك ومع حركة عقرب الثواني نفسه الاحتمالات المضادة للأحلام قريبة من الوصول لخط النهاية في هذا المضمار جني الميدالية الذهبية، أشجار خيال هذا الحقل يبست لم تعد مهيأة لولادة ثمار جديدة، لاشواغر كافية لاستقبال ما يفد من أحلام فتبقى مشردة تتسول عند أسوار الذاكرة ، ذاكرة اعتقلها الغبار، إلا أنّنا نستمر بمحاولات ليست بائسة لتربية الأمل، للعناية بذاك الطفل الذي يمرح بشغب على أعتاب أعيننا.
جولي محمد زوان
تصفح المزيد..
آخر الأخبار