الوحدة : 24-12-2021
حين أمارس هوايتي شبه الرياضية في المشي أحاول بشكل فضولي أن أراقب وجوه الناس،وأنا أدرك أن مع كل وجه حكاية طويلة.و لكن منذ فترة و أنا أرى أن موجة من العبوس تجتاح غالبية تلك الوجوه الهائمة في أوجاع الحياة. تغيب الابتسامة عن الوجوه شيئاً فشيئاً، و كأن الألم أصبح قدراً محتوماً علينا. كان الضحك بلا سبب قلة أدب أيام زمان، بتنا اليوم نشتاق ذلك الضحك بدون أن نهتم بالأسباب، فقط لأنه أصبح غائباً، نكاد لا نجده إلا على وجوه من رحم ربي من بعض المراهقين أو الأصغر منهم سناً. هذه تبعات الحرب الظالمة على بلدنا و على شعبنا،تداعيات نفسية و أخرى اقتصادية.ازداد الوجع و تمكن منا الضيق، و باتت يومياتنا مشبعة بهموم أثقلت الروح قبل الجسد.بالرغم من كل ما نكابده من الحزن و الضيق لكني لا أتمنى من أحد أن يسقط في شرك الاستسلام و اليأس. لأن الإفلاس النفسي يحولنا إلى أموات على هيئة أحياء. لن نتقاعد من الحياة مهما تقطعت بنا الأسباب.لنبحث عن مساحة لابتسامة أو ضحكة، لنحاول أن نهزم ظلام الأوجاع بنور ابتسامةأو ضحكة تسرقنا بغتة من مسلسل الألم اليومي. هي دعوة للابتسام فوق حطام أيامنا المترامي.. دعوة لإسقاط اليأ و التمسك ببعض من أمل.نسعى إليه بكل ما أوتينا من حب لهذه الحياة، لأن فيها أناساً هم أعز ما نملك.. أرجوكم ابتسموا جميعاً.. فوق هذي الأرض ما يستحق الابتسام.
نور محمد حاتم