مبنى التأمينات الاجتماعية خارج المدينة؟

الوحدة: 19-12-2021

 

 

التأمينات الاجتماعية، هي الجعبة الأخيرة لحياة عمّال الدولة، منها تُستخلص المعاشات التقاعدية وطُرق حسابها بدقّة القانون، بالإضافة للاشتراكات التأمينية والتعويضات وإصابات العمل وقوانينها، والصحّة والسلامة المهنية، هي الحاكم بأمر الراتب النهائي وموطنه الأخير، لذلك من الطبيعي وجود تلك المؤسسة الخدمية على مسافة مقبولة تُرضي تلك الفئات العمرية الزائرة، فرواد هذا المفصل غالبيتهم من ذوي السنين الطويلة الشاقة في أروقة الوظائف، وكذلك المسرحين من الخدمات المتعدّدة المهام الشاقة المضنية والمكتبية، أو المرضى ومصابي الحرب والحوادث، وأغلبهم بحاجة إلى الساق الثالثة، العصى التي يتّكئون عليها لتساعدهم في الوصول إلى مبتغاهم داخل ذلك المبنى الجميل الذي يضم حقوق الجميع.

 

أما مبنى التأمينات الخاص بمدينتنا فقد ذهب إلى نهاية مباني المشروع العاشر الفاخرة، وجانب الجامعة المفعمة بصغار العمر من الشباب، فكلاهما يتقاسمان المعاناة ولو بالشكل فقط، بينما المعاناة الحقيقية فتتجسّد في البُعد الجغرافي حتى عن وسائل النقل وأهمها المبيت الأخضر ضعيف الحركة والوصول، والتطورات التي حصلت على أسعار الوقود وتحديداً البنزين فقد زادت من الشجون والتعب، وبات من الصعب استخدام سيارات التكسي لارتفاع أجورها سابقاً وحالياً بسبب الزيادة التي طرأت على المادة، كما أن هناك ضعفاً جلياً بخدمات السرفيس (الدائري الشمالي) وحتى إن وصل إلى زاوية تلك المنطقة يكون قد أُتخم بالركّاب، وهنا وقع مراجع التأمينات بعدّة أزمات، آثارها تُرهق جيبه السقيم وتُنهك الأقدام قاصدة المبنى سيراً.

وقد كانت هناك خيارات كثيرة وأمكنة متعدّدة تحتضن ذلك المبنى المهم، فخدماته على مدار الساعة والأيام والكثيرون بحاجة مكاتبه الخدمية، ووجوده بقلب المدينة إلى جانب تلك الأبنية الحكومية الضخمة ضرورة يقتضيها الوضع الطبيعي بغية مساعدة شريحة كبيرة من المشتركين وأصحاب المعاناة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار