الوحدة : 16-12-2021
نعم يبدو أننا سنعود إلى الأرضي (الهاتف) بعد موجة وزحمة السوء والشكاوى والنقّ والتباكي على ضَعف أثير الهاتف الخلوي الذي أصبح يئن بالمشتركين الكارهين للشركتين المشغلتين، فتارة تتكلّم بأريحية وبدون تقطيع لتتفاجأ باختفاء الصوت الآخر، وتارة أخرى تتكرّر محاولة الاتصال أكثر من خمس مرات بدون جدوى، فما هو السبب الحقيقي المخفي خلف تلك الحالة المفاجئة برداءة جودة الاتصال؟، وإذا عزينا ذلك لقسوة التقنين الكهربائي فحجة الناس موجودة عبر مدخرات عملاقة وطاقات شمسية داعمة حول أغلب أبراج التقوية، وبعضها تتغذّى عبر مولدات تعمل على الديزل.
فقد تداخلت الأقاويل والتخمينات والتبريرات والحلول لتصبّ جميعها حول نقطة مارقة وهي تزامن ذلك الضَعف بالإشارة الخلوية مع الانتشار الواسع لأجهزة التكامل وجهازها المدرّع والحالات الكثيرة التي يتمّ فيها تشغيله متمثّلة بأجهزة محطات الوقود بأنواعها وكذلك أجهزة السورية للتجارة والانتشار الواسع لرقعة توزيع خيراتها من رسائل متفرّقة لمواد السكّر والرز والزيت والشاي، والأهم من كل ذلك الأجهزة التي تمتلكها الأفران ومعتمديها وأعدادها الهائلة، وهذا يولّد ضغطاً إضافياً على إشارة الشبكات الخلوية التي بالكاد تتحمّل الاتصال فاقد الجودة.
وكل ما سبق هو موجّه للشركتين المشغّلتين MTN وسيريتل، بالإضافة إلى الشريك العزيز الشركة السورية للاتصالات وأنظمتها وكيفية وشروط الشراكة والتعامل الذي يتضمّن على الأغلب جودة الاتصال.
فهل سنشهد عودة الاتصالات الأرضية العذبة النقية وميزاتها، ونعود لرؤية هاتف القرص وسمّاعته الثقيلة.. قد يكون أفضل.
سليمان حسين