الوحدة : 15-12-2021
قبل أربع أو خمس سنوات كنا نعاني إلى حدّ ما, كنا نراه في وقته أنه الأقسى, وأنه من المستحيل أن يأتي ما هو أسوأ وأقسى منه.. اليوم نتمنى العودة إلى ما كان عليه الوضع قبل خمس سنوات, بل أن قسماً منّا يعتبر العودة إلى 2015 أو 2016 هي عودة الرفاهية إلى حياتنا…
اليوم, وعلى مانحن عليه من قسوة نهارنا، وأرق ليلنا، نأمل أن يتوقف الزمن عند هذا الحدّ، وألا تزيد المعاناة، وتتشعب لأن تقلبات آخر سنتين جعلتنا نتوقع الأصعب كل صباح!
معظمنا لا يمتلك أي شيء يتسلح به للمستقبل, أو يتفنن بإدارته ليقيه ويلات ما يأتي, وسلّمنا أمرنا لله ونعيش كل يوم بيومه..
هل يمكننا صناعة تدابير وقائية لأيام قادمة يتوقعها كثيرون أنها غير عادية؟
ليس أمامنا إلا الصبر, وإحياء عادات القرن الماضي وخاصة ما يتعلق منها بالاكتفاء الذاتي للمجتمعات الريفية والتي سيكون بها دعم مجتمع المدينة وتخفيف المعاناة عنه, لكن هذا الأمر بحاجة إلى مساندة رسمية تمكّن ابن الريف من الاقتناع أن أرضه ستغنيه, وهذه القناعة غائبة الآن كلياً بسبب الكلف العالية جداً لأي محاولة من هذا النوع سعر كيلو السماد (يكسر الظهر) وسعر كيلو العلف أكثر قسوة وأي فكرة قد تكون منتجة ستصطدم بـ (الغلاء) وقلة حيلة صاحب الفكرة!
ميسم زيزفون