الوحدة : 15-12-2021
يخطئ من يعتقد أننا عندما ننتقد أي أداء حكومي فإننا نبتعد عن الدولة والوطن، ويخطئ من يفكر للحظة واحدة أننا نغرد خارج سرب الدولة التي نعتز بها وبالانتماء إليها وإلى مؤسساتها..
الخلط الموجود لدى البعض لسنا مسؤولين عنه، ونحاول في عملنا الإعلامي الرسمي أن نترجم توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد والذي طالبنا ووجهنا إلى أهمية دورنا كإعلام وطني في تشخيص المشاكل وتسليط الضوء عليها وتقديم مقترحات الحلول لها، ونحن في جريدة الوحدة متمسكون وبشدة بهذه الثوابت، ونحاول إنجاز هذا الدور بكل وعي وغيرية وطنية..
يسألوننا: ألم تملّوا؟
نعود إلى عام 2011، وماتلته من أحداث وتطورات، فأتذكر تسجيل أسمعني إياه والد شهيد كنت أبارك له شهادة ابنه، هذا التسجيل كان آخر مكالمة بين الشهيد وأبيه، وقبل أقل من دقيقة على استشهاده، يقول التسجيل:
أبي، لم يبقَ من زملائي غيري، كلهم استشهدوا، ولم يبقَ معي أي طلقة، ويناديني الإرهابيون أن أستسلم…
الأب يرد بغصة: إياك، عدْ إليّ شهيداً، ولا تحملني عاراً لا طاقة لي ولأمك وإخوتك بحمله.
وكانت مشيئة الله، واستشهد الشاب…
كان السؤال الذي يوجه لأمثاله: ما جدوى مقاومتكم؟
بدمائهم الطاهرة استمر وطنٌ على قيد الحياة، وحُفظت كرامةٌ، وبقينا على قيد الحياة.. هم آمنوا بأن التضحية عمل مثمر، فزرعوا أجسادهم الطاهرة في كل بقعة من هذا البلد الغالي ولم يترددوا، ولم ييئسوا، فكان النصر، وكان القطاف وكانت الحياة..
نحاول أن نكون واحداً بالمائة مما قدمه شهداء الوطن، ومما يقدمه على الدوام حماة الديار، وإنما من موقعنا كحملة أقلام، فإن لم تدافع هذه الأقلام عن الحقيقة، وعن وجع الناس، وعن مستقبلهم فالأولى كسرها وحرق الورق، وحتى لا تستوجب الكسر نحاول، وسنستمر في محاولتنا أن نكون نبض الناس.. نقلّب وجعهم و(نطوش المسؤول بـ نقّنا) وهذا ما نستطيع فعله لأننا لسنا جهة تنفيذية، ودعمكم لنا وتفاعلكم مع ما نقدمه يساعدنا على الاستمرار..