اللباس والبطانيات والشمس بدائل وسائل التدفئة!

الوحدة:12-12-2021

النار فاكهة الشتاء هكذا قالوا قديماً، واليوم نحن السوريون نقول أن الدفء أصبح في الشتاء هاجساً مرعباً وحلماً لنا في ظل غياب كامل لأبسط مستلزماته من كهرباء ومشتقات نفطية وحطب، ولرصد هذا الواقع التقينا عدداً من المواطنين للسؤال عن كيفية حصولهم على الدفء.
(الرب رؤوف رحيم بنا أكثر من مسؤولينا إذ أنه حتى هذه اللحظة لم يحط البرد القارس رحاله في محافظتنا)، بهذا الكلام بدأ أبو عدي حديثه، وأضاف: نحن الآن تجاوزنا الأسبوع الأول من الشهر ١٢ ولا نستطيع الحصول على وسيلة واحدة فقط من وسائل التدفئة التي كنا فيما مضى ننعم بها، حيث أن المازوت أصبح على الرسائل التي لم تصل بعد، والكهرباء شبه معدومة إذا لا يتجاوز قدومها الساعتين طوال النهار والغاز الذي لا يكاد يكفي للطبخ، أما الحطب فأصبح كالذهب إذ أن أسعاره تحلق عالياً، حيث يبلغ سعر الطن الواحد أكثر من ٤٠٠ ألف ليرة سورية وأنا كموظف لا يكفيني راتبي لمنتصف الشهر، لذا أكتفي بالشمس لكي استمد الدفء.
أبو أحمد وهو رجل كبير في السن قال: أنتظر قدوم ما تيسر من الكهرباء حتى أستطيع إشعال سخانة كهربائية صغيرة لعدم توفر وسائل تدفئة أخرى لدي كالمازوت والغاز وفي حال عدم قدومها أدفئ نفسي بما أملك من بطانيات ولحف.
أم حسن وهي أم لأربعة أطفال تقول: ألجأ لتدفئة أطفالي بدعم أجسادهم الصغيرة بالملابس وإلباسهم ثلاث أو أربع قطع فوق بعضها كي أستطيع درء البرودة عن أجسادهم وفي حال اشتداد البرد مساءً ألجأ للبطانيات واللحف المتوفرة لدي إذ أنه ليس في اليد حيلة غير ذلك.
أما أبو يامن فيقول: ألجأ لما تيسر لي من الحطب للتدفئة مع عائلتي كون الحطب أستفيد منه في أمرين الأمر، الأول وهو التدفئة والثاني الطبخ (عصفورين بحجر واحدة) وعلى الرغم من مشقة الحصول على الحطب وما أعانيه من جهد ووقت إلا أنه وبحسب قوله أرحم شراً من وسائل تدفئة أخرى والتي تكاد تكون معدومة وإذا وجدت فهي مكلفة للغاية ولا يستطيع تحمل تكاليفها.
في حين اكتفت أم يوسف بالقول نحن أرض الرسالات السماوية ورحمة الله تكفينا .

هنادي عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار