حائرون.. كيف يتدبرون التدفئة لأسرهم وأطفالهم؟

الوحدة:12-12-2021

استطلعت صحيفة (الوحدة) واقع حال بعض الأسر باللاذقية إزاء كيفية الطريقة التي يتدبرونها لتدفئة أسرهم وأطفالهم؟!
لأن الحيرة تستحوذ على أفكارهم، وتشكل هاجساً مقلقاً لديهم، لما يكتنفهم في فصل الشتاء البارد من هموم متباينة من أجل الوصول إلى حلول متاحة للتدفئة، ولو نسبياً بطريقة أو بأخرى، وذلك تبعاً لظروف كل أسرة منهم حسب إمكاناتها المتوافرة، التي تستطيع أن تتدبرها على نحو ما.
وهاكم، وقفة مع آراء بعض الذين التقيناهم، كما يلي:
– السيدة سحر (موظفة)، قالت: إن الحطب هو الوسيلة الوحيدة، التي تعتمد عليها للتدفئة اتقاءً لبرد الشتاء، لأنه يبقى الخيار الوحيد المتاح لديها، على الرغم من صعوبة توافره غالباً.
ومع أنه ليس لديها أي مورد آخر تعتمد عليه، سوى راتبها كموظفة من فئة الدخل المحدود، فقد ابتاعت مؤخراً مدفأة جديدة على الحطب ب٧٠ ألف ليرة سورية، لأن المدافئ الكهربائية، هي الأخرى مرتفعة أسعارها جداً، والكهرباء بدورها غير متوافرة، ولا تأتي إلا نادراً خلال اليوم الواحد لمدة لا تزيد عن حدود ساعتين متقطعتين، وربما تصل مدتها في أحيانٍ نادرة إلى ثلاث ساعات، ولاسيما أن شتاء هذا العام قاسٍ – كما يبدو – لذلك، فإنها تؤكد على ضرورة وجود وسيلة دائمة للتدفئة، وخصوصاً لأن أمها المريضة، التي يبلغ عمرها ٨٦ عاماً لا تحتمل برد الشتاء القارس، كونها بحاجة قصوى للدفء إبان أيام هذا الفصل البارد.
– السيد أبو غدير، موظف قطاع خاص، قال: إنه يستخدم مدفأة على الحطب أحياناً، لأن الكهرباء وضعها سيء جداً بسبب طول فترات التقنين يومياً، وهو لم يستلم كمية مخصصاته الضئيلة من مازوت التدفئة لهذا العام بعد، والمحددة بخمسين ليتراً فقط، ويتساءل باستغراب: هل تكفي تلك الكمية المتواضعة لتدفئة أسرة مكونة من الأبوين، إضافة إلى طفليهما الصغيرين غير القادرين على تحمل برد الشتاء الشديد، ولاسيما أن الطفل عمره ٤ سنوات، وشقيقته الرضيعة يبلغ عمرها عام ونصف فقط؟!..
– السيدة أم عبد(ربة منزل)، قالت: لم تحصل على مخصصاتها من مادة مازوت التدفئة لهذا العام أيضاً، ولذلك عمدت إلى تقليم أغصان لدى أسرتها خلال فترة وجيزة نسبياً، فالحطب غير متاح لها توافره، لأن شجرتي الزنزرخت المزروعتين خلف حديقة منزلها، لكي تستخدمهما حطباً للتدفئة، إذ ليس فيما بين يديها أية حيلة غير ذلك، لتحل مشكلة التدفئة أسعاره مرتفعة، وتصل إلى مبالغ عالية، تقدر بنحو ٤٠٠ ألف ليرة سورية للطن الواحد، وهذا الرقم غير مقدور عليه بالنسبة لغالبية الأسر .
– السيدة رهف سلطانة (مرشدة اجتماعية)، وأسرتها مؤلفة من الأبوين، وثلاثة أطفال أكبرهم صف رابع، وأصغرهم صف روضة، قالت: كانت أسرتنا تعتمد سابقاً خلال فصل الشتاء التدفئة على مدفأة المازوت، و أحياناً على مدفأة الغاز، أو على المدفأة الكهربائية، عندما كان وضع التيار الكهربائي مقبولاً من حيث الاستقرار خلال سنوات سابقة، أما هذا العام، فهي تجد نفسها في حيرة من أمرها، لأن الكهرباء غير متوافرة، كونها تأتي بالقطارة – كما يقال – والغاز غير متوافر أيضاً، ومن غير الممكن استخدام أسطوانة الغاز المنزلي للتدفئة، لأنها بالكاد أن تكون كافية لطهي الطعام فقط.
ومايزيد الطين بلة، أن كمية مخصصاتهم من مازوت التدفئة لاتكفي حاجة أسرتها إلا لأيام معدودة، ولهذا تتدبر أمرها عن طريق تقنين تشغيل مدفأة المازوت لبعض الوقت في أيام البرد القارس حصراً.
وكم هي الأيام شديدة البرودة، التي لجأت فيها إلى صرف نظر أطفال أسرتها إلى سرائر نومهم باكراً، لأنها لم تجد خياراً آخر للتدفئة لهم من جانب، وبالمقابل يخفف عليهم وطأة البرد الشديد من جانب آخر.

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار