الوحدة: 9-12-2021
مصائب قوم عند قوم فوائد، هي ليست بالمصائب، لكن من الضروري ذكر المثل بحذافيره، وهذا ينطبق على نبتة أو عشبة اللوف التي يعشقها سكان محافظة طرطوس الجارة جداً، وهذه النبتة هي ولغاية شهرين أو أكثر تُعد مصدر رزق مجاني للكثير من المتعاملين بهذه التجارة، وعلى الغالب هم يتبعون لمنطقة بانياس المجاورة والمتوسطة للمحافظتين، فهم على دراية كاملة بالعشق الأزلي بين اللّوف وأهل طرطوس، فأصبحت مورداً مهماً لهم تعيلهم على ضراوة الحياة، وهذه النبتة تنتشر بشكل واسع في مناطق وأراضي محافظة اللاذقية، وعلى الأغلب هم يمتعضونها بشدة وخاصة لأنها تُعتبر سامة على حدّ زعمهم، وعند سقوط الرية المطرية الأولى تعلن بُصيلاتها التحرّر من الثبات لتخرج من الأرض ببرعم أخضر غض يعطي عدة أفرع برّاقة نضرة، تنتظر ذلك العامل لقطفه وتجميعه بباقات كبيرة، تأخذ طريقها إلى أسواق ومدن طرطوس ليتلقّفها المنتظرون، حيث تكون أسعارها فوق جميع الأسعار فتصل في البداية لأكثر ٤ آلاف ل.س ثم يتهادى ويستقر لحدود الألفين، علماً أنها سهلة التحضير وتفقد خواصها الضارة عند الطهي فيصاف إليها الزيت البلدي والحامض، لتكون وجبة نوعية للمحبين، وقد أخذت نبتة اللوف بالانتشار فأصبحت عدة مناطق في مدينة جبلة يُقدمون على تناولها لكن بأسلوب مختلف، حيث يتم طهيها على نار الحطب لساعات متعدّدة، مع إضافة البرغل عليها أثناء الغليان.
سليمان حسين