الوحدة: 9-12-2021
في ريف القرداحة، تباينت الأسباب واختلفت حول غلاء الفروج وخروجه من مائدة المواطن السوري ذوي الدخل المحدود، وفاقت قدرته الشرائية حتى مع تدخل السورية للتجارة الذي بدأ في بداية هذا الأسبوع.
وخلال لقائنا مع بعض مربي الدواجن في منطقة القرداحة أكد السيد جعفر حبيب صاحب مدجنة في ناحية حرف المسيترة أن هذا التدخل سيساهم بنزول سعر الفروج وهذا سيؤدي إلى مزيد من الخسائر، وبالتالي سيجعل بقية المربين الذين مازالوا يعملون بهذه المهنة يهجرونها إلى غير رجعة، ولفت في حديثه إلى أن جنون الأسعار شمل كل أساسيات تربية الفروج من علف وصوص وأدوية ومازوت وكهرباء وعمال، حيث وصل سعر طن العلف الواحد إلى مليونين و350 ألف ليرة سورية، مؤكداً أن المعاناة الحقيقية هي في غلاء الأعلاف والأدوية وفي العام الماضي كان سعر طن العلف مليون ليرة وكان سعر الدولار كسعره الآن، بينما هذا العام زاد أكثر من النصف وخلال الستة أشهر الماضية كان كل عملنا خسارة.
وقال المربي يوسف أحمد: أكثر ما يؤثر على عملنا هم تجار الأعلاف المستوردة كالذرة والصويا حيث لا يخضعون لأية ضوابط كذلك الذين يشترون الفروج يعتمدون على كسر تسعيرة الفروج لصالحهم ويتحكمون بأساليبهم بمربي الدواجن، مؤكداً كل عملنا خسارة بخسارة حتى أن أكثر من 80٪ من مربي الفروج تركوا العمل بهذا المجال، والسورية عرضت المنتج أقل من سعر التموين بألف ليرة وهذا كله يؤدي لخسارة المربي، لو يتم ضبط تجار العلف المستوردين الذين يتحكمون بالأسعار ويأخذون الربح كله إضافة للمكاتب التي تمول المربي حيث يلجأ الكثير من المربين لمكاتب خاصة يأخذون منها كل احتياجات المدجنة من صوص وعلف وأدوية بالدّين بأسعار مرتفعة، ويتم التسديد لهم عند مبيع الفروج وتساءل في نهاية حديثه لما لم تتدخل السورية للتجارة في الوقت الذي كان يخسر فيه المربي 1500 ليرة بالكيلو الواحد على مدى خمسة أفواج متتالية؟.
أما المربي عبد الرحيم القاضي فكان رأيه بأن السورية للتجارة عندما طرحت الفروج المجمد بهذه الأسعار المرتفعة جعلت الناس تدرك قيمة عملنا وتعبنا وتمنى لو يتم إعطاء المربي ثمن كيلو الفروج كما طرحته السورية للتجارة أو حتى بمبلغ قريب منه لكان حصد هامش ربح جيد، مشيراً إلى أن كلفة الكيلو الواحد من الفروج تصل حالياً لأكثر من 5600 ليرة بسبب تكلفة التدفئة وغياب الكهرباء خلال هذه الأيام حيث يتم منحنا مازوتاً زراعياً بالسعر المدعوم لأربع ساعات وصل وساعتي قطع حسب جدول المنح وهذا لا يفي بالغرض حيث أن الكهرباء لا تأتي سوى بجزء من هذا الوقت لذلك نتمنى زيادة كمية المازوت للتدفئة بالسعر المدعوم حتى لا نضطر لشرائه من السوق السوداء بسعر 2500 ليرة، مضيفاً أن كل الاجتماعات التي يتغنون بها لدعم مربي الدواجن لا فائدة مرجوة منها وينتهي مفعولها مع انتهاء الاجتماع المعنون تحت اسم: دعم مربي الدواجن.
السيد عبد الرحيم القاضي يشرف على تربية أكثر من 27 ألف طير موزعة ضمن عدة مداجن في قرية المتن بالإضافة إلى أنه عمل على إقامة معمل علف ليكون عمله متكاملاً أكد أيضاً أن التاجر خلال ساعتين يحمل سيارته من المداجن ويوزع الأقفاص على التجار ويقطف ثمرة تعب المربي خلال 45 يوماً، أيضاً مستورد العلف الذي يستورد بسعر تفضيلي ومدعوم ويبيعنا على سعر السوق السوداء، وتمنى في نهاية حديثه تأمين مادة الفحم الحجري لأهميته في التدفئة وزيادة المحروقات الموزعة للمداجن لأن الذي يوزع حالياً لا يغطي 15 ٪ من حاجة المربي وحينها سيكون سعر الفروج متاحاً للجميع.
سناء ديب