الوحدة : 8-12-2021
في كل عام يردد المزارعون، ونردد معهم ذات تفاصيل المعاناة، فقد جف حبرنا، وخجل يراعنا من كثرة الشكوى.
الليمون حدث ولا حرج، والزراعات المحمية، تنازع، وتطلق زفرات الموت، والزيتون يحن علينا كيفما أراد، وإن جاد بخيراته، قد يُعجزكم تصريفه، بعدما حلق سعره خارج متناول أهل البلاد.
هنا نسأل عن دور وزارة الزراعة في تغيير الخارطة الزراعية، وإعادة استثمار هذه الأراضي المزروعة بمحاصيل ذات بعد اقتصادي أجدى.
على سبيل المثال…، نحن لسنا بحاجة إلى آلاف الهكتارات من الليمون، فسوقنا المحلية يكفيها ربع الكمية، والأسواق الخارجية، لا يبدو أنها ترحب كثيراً بمنتجنا (الليموني)، فلا بد أن يقدم أحد العقلاء حلاً جذرياً، يحافظ من خلاله على حاجتنا من فيتامين(c)، ويستبدل باقي المساحات بزراعات (اقتصادية)، تعود بالنفع الوفير على أصحاب الأرض، وخزينة الدولة.
دائماً نسمع عن تجارب فردية ناجحة لزراعات لم نعهدها في أرضنا، ودائماً نقرأ عن مردود هذه الزراعات الكبير، وقدرتها على طرق أبواب الأسواق الخارجية (إجبارياً)، ولكننا لم نسمع مرة واحدة عن خطة شمولية لتعميم هذه التجارب، فقط، نكتفي بالإشادة، ونعود للبكائيات على مواسمنا التقليدية الفقيرة.
لن نقول بعد اليوم: ادعموا الزراعة الفلانية، فنحن في زمن (رفع الدعم)، ومن يغص ببضع كيلوات من السكر، لن ينشرح صدره لفكرة دعم آلاف المزارعين.
بناء عليه، لا بد من زيادة المبادرات الفردية، ونفض غبار الانتظار، وعلى الجميع أن يحنوا على أنفسهم، وألا يتوقعوا حلولاً معلبة من أصحاب القرار…
الزمن تغير، ومن لا يقبع شوكه بيده، لن ينجو من هزات الأيام القادمة.
غيث حسن